الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تخلص أمي من عقدة ملفوفة بها طلاسم أصبنا بأعراض غريبة

السؤال

السلام عليكم

من فترة طويلة قبل عدة سنوات، وجدت والدتي في المنزل عقدة، أعوادا خشبية ملفوفة بخيوط وبها كتابات غير مفهومة، فقامت بتفكيكها ورميها بدورة المياه، بعدها بفترة حدثت لنا عوارض: رسوبي بالجامعة مع أن مستواي الدراسي ممتاز جدا، وعدم استقرار والدي في وظيفة محددة ومشاكل في عمله، وأحيانا عاطل عن العمل، وغيرها من المشاكل في عمله، مع العلم أن لديه شهادات عالية وخبرات، وكان مديرا في إحدى الشركات سابقا، كما أن وضعنا المادي كان فوق الممتاز، ولكنه بدأ يتدهور والحمد لله على كل شيء، كما أن والدي ووالدتي يعانيان من عدة سنوات من حرارة في أقدامهم كحرارة النار دون أسباب، وفحوصاتهما تدل على عدم وجود شيء.

سؤالي: هل هذا له علاقه بالسحر؟ وإذا كان سحرا ما علاجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يرد عنكم كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وظلم الظالمين واعتداء المعتدين.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة -، فإنه أولاً وقبل كل شيء ينبغي أن تعلمي أنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فالله تبارك وتعالى هو الذي خلق هذا الكون وهو الذي يرتب أمور عباده بتدبيره وعلمه وحكمته وقدرته جل جلاله وتقدست أسماؤه، ولقد أخبرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – بقوله: (إن الله قدَّر المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة).

فهذا الذي يحدث لكم الآن هو مقدور ومعلوم لله تبارك وتعالى قبل خلق السموات والأرض، وهذا التغير في أحوالكم أيضًا هو بإرادة الله تبارك وتعالى وقدرته، لأنه يستحيل أن يوجد في هذا الكون شيء بعيد عن مراد الله عز وجل أبدًا، ولا توجد أي قوة من القوى مهما عظمت لها قدرة على أن تغيّر مراد الله تبارك وتعالى أو قضاؤه بحال من الأحوال، ولكن الله تبارك وتعالى أمرنا بالأخذ بالأسباب، وأمرنا بالسعي كما قال تبارك وتعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه} رغم أنه خلق الأرزاق وهي مضمونة، إلا أنه أمرنا أن نتحرك لنصل إلى خزائن الأرزاق.

كذلك أيضًا قال: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} إلى غير ذلك من الأدلة التي تدلنا على وجوب الأخذ بالأسباب مع اعتقادنا أنها لا تعمل وحدها، وإنما تعمل وُفق مراد الله تبارك وتعالى جل جلاله وتقدست أسماؤه.

وهذا التغير الذي حدث في حياتكم مما لا شك فيه غير متوقع وغير معلوم، ومما لا شك فيه أيضًا أنه ألقى بظلاله على حياتكم جميعًا كما ذكرت أنت بالنسبة لك وبالنسبة لوالديك إلى غير ذلك، ولا أستبعد أن يكون هذا الذي فكّته الوالدة قد يكون نوعًا من السحر قد وُضع لكم، وباستعمالها له بهذه الطريقة قد يكون ذلك سببًا في إلحاق الضرر بكم كما تعيشون أنتم الآن.

ولذلك أقترح - بارك الله فيكم - عرض الأمر على راقٍ من الرقاة الشرعيين الثقات، الذين يعرف عنهم سلامة المعتقد وعدم الابتداع في طريقة العلاج، يزوركم في البيت، ويحاول أن يقرأ عليكم، سواء عليك أنت أو على الوالد أو الوالدة، وإن كان فيكم أحد يستطيع أن يقوم بالرقية فيكون ذلك حسنًا، وإذا لم يوجد أحد يستطيع أن يقوم بذلك، فكما ذكرت لا مانع من الاستعانة بأحد الرقاة الشرعيين، لأن هذا الأمر لا يستبعد أن يكون نوعًا من السحر، قامت والدتك بفكه وإلقائه في دورة المياه، ولعل ذلك قد يكون له علاقة بالجن أو ملوك الجن مما سبب لكم هذا الإزعاج الذي تعيشونه أنتم الآن.

كما أنصح - بارك الله فيك - بالاستماع إلى الرقية الشرعية الصوتية للشيخ محمد جبريل – المقرئ المصري – وهي موجودة على الإنترنت، لو كتبت في الموقع البحث جوجل (الرقية الشرعية الصوتية للشيخ محمد جبريل) فسوف تظهر أمامك، تتركينها تعمل في البيت بصفة دائمة، لأنها قد تطهر البيت، لأنها من أقوى الرقى التي عرفها الناس في يومنا هذا.

فإذًا عليكم باستعمال الرقية الصوتية في البيت لتطهيره من آثار السحر، ولا مانع من الاستعانة بأحد الرقاة لرقيتكم جميعًا، عسى الله تبارك وتعالى أن يجعل ذلك سببًا في تفريج هذه الكربة، وفي الخروج من هذه المحنة، واعلمي أن الرقية الشرعية يقينًا إذا لم تنفع فهي قطعًا لن تضر، لأنها مجموعة من كلام الله تعالى وكلام نبيه صلوات ربي وسلامه عليه، وأسأل الله أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً