الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تؤدي نزلات البرد للإصابة بالتهاب الأذن الداخلية؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 28 عاما, سؤالي عن البالغين الذين يصابون بنزلات البرد, أو الزكام, أو الانفلونزا التي تستمر ما بين أسبوع إلى 10 أيام, وتختفي, هل ممكن أن تؤدي إلى التهاب الأذن الداخلية؟

أرجو من حضراتكم الإفادة؛ لأن عندي وسواس من هذا الموضوع.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك عدة أنواع من الفيروسات التي من الممكن أن تسبب التهابا حادا في متاهة الأذن الداخلية وبالسحايا، وأهمها فيروسان, هما الفيروس المضخم للخلايا (CMV) وفيروس النكاف (Mumps) الذي يتميز بإحداثه صمما وحيد الجانب, حيث تم استخراجهما من سوائل المتاهة المأخوذة من الأشخاص المصابين بها.

من الفيروسات الأخرى المعروفة بقدرتها على التسبب بالالتهاب الحاد في متاهة الأذن الداخلية، فيروس الحصبة الألمانية (Rubella)، فيروس الحلأ البسيط (herpes)، فيروس الانفلونزا (Influenza)، وفيروسات أخرى قد تكون مسؤولة عن إصابات الجهاز التنفسي العلوي, ومن الممكن أن تحصل بعض الإصابات الفيروسية حتى أثناء الحمل (في طور الجنين)، مما قد يؤدي لبعض الاضطرابات السمعية عند الجنين، بدرجات متفاوتة من الحدة، قد تصل حد الصمم.

هذه الإصابات تتميز بأعراض حادة تتمثل بنقص سمع متفاوت الشدة (أي قد يكون خفيفا, وقد يكون متوسطا أو شديدا) وصداعا ودوارا حادا مع قيء متكرر, وترفع حروري حاد, وتعالج بالمضادات الفيروسية مثل: الأسيكلوفير, وعلاجات ملطفة للأعرض مثل: مضادات الدوار, والمهدئات والموسعات الوعائية الدماغية مثل: البيتاسيرك, ويحدث الشفاء العفوي غالبا بتغلب مناعة الجسم على الفيروس, ويترك درجات من الصمم مختلفة الدرجة حسب شدة الإصابة.

وهناك حالات من التهاب الأذن الداخلية الجرثومي, وهو يتبع التهاب الأذن الوسطى الجرثومي, ويكون وحيد الجانب على الأغلب, ويترافق مع سيلان قيحي من الأذن الخارجية, وآلام عميقة بالأذن, مع ترفع حروري, ونقص شديد بالسمع, ودوار حاد, ونميزه عن الفيروسي بوجود التهاب مزمن سابق بالأذن الوسطى, والذي يكون هو السبب في امتداد الالتهاب للأذن الداخلية.

يعالج بالمضادات الحيوية كالبنسلينات, والسيفالوسبورينات, والعلاجات الملطفة للأعراض سابقة الذكر, وتكون النتائج السمعية اللاحقة بعد الشفاء أكثر سوء بسبب تخرب أغشية الأذن الداخلية.

بالنسبة لك أخي السائل: فلا داعي للخوف من تأثير الإنفلونزا على الأذن الداخلية, إذ طالما المناعة طبيعية, والتغذية جيدة ومتوازنة فنسبة انتقال الالتهاب للأذن الداخلية ضعيف جدا, كما أن الاحتمال يقل كثيرا بعد عمر الطفولة.

دمتم بصحة وعافية من الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً