الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما أعاني منه اعتلال المزاج أم أعراض نوبة اكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم

أنا صاحب الاستشارة رقم (2187633) - وتشخيص حالتي هو اضطراب وجداني ثنائي القطب من الدرجة الثانية، وما أريد معرفته هو ما هو الفرق بين الشخصية الحدية، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟

تأتيني نوبة اكتئاب موسمية، في بداية شهر إبريل من كل سنة ما أريد معرفته هل معنى ذلك أن القطب الانشراحي هو الأقوى والأكثر حدوثا أم أن القطب الاكتئابي هو الأقوى؟

في الوقت الحالي انتهت نوبة الهوس الخفيف، ولكني أشعر بشيء من الضيق وتعكر وهبوط في المزاج، وعدم الرغبة في ترك السرير مع أفكار سلبية وتشاؤمية، فما السبب في هذه الحالة؟ وهل هذا يعتبر اعتلال المزاج أم أعراض نوبة اكتئاب؟

الأدوية التي أتناولها في الوقت الحالي:
-prianil 400 cr قرصين في المساء.
-trileptal 600 قرص في الصباح والمساء.
-zyprexa 5 حبة مساء، فهل العلاج يحتاج إلى تعديل وإضافة محسن للمزاج مثل السيروكسات؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن نقدر تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

سؤالك: هو ما هو الفرق بين الشخصية الحدية والاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟

أقول: لا علاقة بين الاثنين، فالشخصية الحدّية هي شخصية ما بين العُصاب وما بين الذُّهان، أما الاضطراب الوجداني ثنائي القطب فهو اضطراب يتعلق بالوجدان وبالمزاج، فلا علاقة بين الاثنين أبدًا.

بالنسبة لسؤالك الثاني حول النوبة الموسمية: ليس من الضروري أن يكون القطب الانشراحي هو الأقوى، تجربة المريض أعتقد هي الأفضل في تقييم الحالة، المرضى الذين تأتيهم نوبات انشراحية أكثر تكون أعراضهم واضحة جدا، وغالبًا يأتون لمرافق العلاج.

أما الأشخاص الذين يكون قطبهم الاكتئابي هو الأكثر رسوخًا فقد لا يأتون كثيرًا لمرافق العلاج، لأنهم لا يسببون مضايقة لأحد، وفي ذات الوقت قد يُصبح لديهم نوع من التطبع مع هذا القطب الاكتئابي، ويسايرون حياتهم على هذا النمط، لكن حين يشتد الاكتئاب ويكون بالوضوح الشديد قطعًا سوف يأتون إلى مرافق العلاج.

شعورك بالضيق وتعكر المزاج: هنالك إجماع تام أن الهوس المصاحب أو كمكون للاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لا يعني أبدًا أن الإنسان فعلاً منشرح، ربما يكون هنالك ارتفاع في المزاج، لكن سرعة الغضب سرعة الانفعالية، تعكر المزاج يأتي حتى في وسط نوبات الهوس، ونشاهد هذا كثيرًا.

إذًا هذه الحالات لا تخلو من شيء من نوع من الاختلاط، أعراض من هنا ومن هناك، لكن الإنسان قطعًا يستطيع أن يتجاوز مثل أعراضه هذه من خلال الإصرار وتحسن الدافعية والفكر الإيجابي، أعتقد أن هذا مهم وضروري جدًّا.

بالنسبة لأدويتك: لا شك أنها أدوية مثالية، صحيحة، سليمة، أعتقد فقط محتاج أن تتابع مستوى تركيز الليثيوم في الدم، هل أنت فعلاً في الطيف العلاجي أم لست في الطيف العلاجي؟

إضافة محسنات المزاج مثل الزيروكسات ليست مستحسنة – أيها الفاضل الكريم – هذه إذا اضطر الإنسان لها يجب أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي السليم.

هنالك بعض المؤشرات العلمية والعملية تقول أن عقار (ببربيون) والذي يسمى (ويلبيوترين) ربما يكون هو الأسلم لعلاج النوبات الاكتئابية المكوّنة للاضطراب الوجداني ثنائي القطب، لأن الويلبيوترين لا يدفع الإنسان نحو القطب الانشراحي، كما أنه لا يؤدي إلى ما يعرف بالباب الدوار أو النوبات المتكررة والمتتابعة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً