الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العادة القبيحة أرهقت جسدي وعقلي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شاب في الثامنة عشرة من العمر، دخلت وبدون قصد على باب النظر المحرم إلى النساء منذ سنين، بسبب اتباع خطوات الشيطان والعياذ بالله، أحسست بالاشمئزاز من نفسي والندم الشديد بعد طول ممارسة، فقررت أن أسد جميع الأبواب الممكنة لهذه الفتنة من مسلسلات و برامج وغيرها، عانيت من أضرار هذه العادة، وأقسم أنها ليست كما يزعم الزاعمون فعلاً طبيعياً صحياً! آلام في العظام وخمول ونقصان قدرة التفكير.

سؤالي لكم لو سمحتم: بماذا تنصحونني للبعد كل البعد عن أبواب هذه الفتنة؟ وبماذا تنصحونني لأصلح حال جسدي المنهك؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ غريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابننا الفاضل في الموقع، ونشكر لك هذه الصراحة في الطرح، ونؤكد لك أن أسرارك محفوظة، وأنا لك في مقام الآباء والإخوان الكبار، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونحب أن نؤكد لك صدق ما ذهبت إليه، وهذه النتائج المرة التي تُوصل إليها هذه الممارسة الخاطئة، التي توصل إلى السعار، لكنها لا توصل إلى الطمأنينة، ولا توصل إلى تهدئة الشهوة، بل تزيدها اشتعالاً، والتمادي فيها والإدمان عليها يجلب للإنسان عاهات وآلام كبيرة جدًّا مثل: تأنيب الضمير، فقد السعادة، التبلد، الآلام التي أشرت إليها، أنت صادق في ذلك.

كذلك أيضًا تجلب له البعد عن الناس والانطواء والخلل في التواصل الاجتماعي، والأخطر من ذلك أنها تجلب غضب الله تبارك وتعالى، هذا في الآن، أما في مستقبل الأيام فإنها تصيب الإنسان أولاً بعجز عن أداء رسالته الأصلية عندما تكون له أسرة؛ لأن تركيزه يُصبح في هذه الممارسة الخاطئة، ولا يصل إلى اللذة الكاذبة إلا عن طريقها، ولذلك يعاني بعد ذلك أيضًا من الآلام والويلات.

لكن نبشرك بأن من تاب ورجع يبلغ العافية وبسرعة، فإن الله تبارك وتعالى يحب التوابين ويدافع عن أهل الإيمان، ويستر على الإنسان ويرحم، فهو الرحيم سبحانه وتعالى، ومَنِ الذي أقبل على الله ولم يقبله العظيم الرحيم التواب، الذي ما سمّى نفسه توابًا إلا ليتوب علينا، فعليك أن تسد المنافذ.

ومما يعينك على ذلك كما أشرتَ: التخلص من القنوات الفاضحة، والمجلات العاهرة، والبعد عن مواطن النساء، وشغل النفس بالمفيد، والإكثار من الصوم فإنه وجاء كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وشغل النفس بالحق قبل أن تشغلك بالباطل، وتجنب الخلوة فإن الشيطان مع الواحد، وعدم أكل الأكلات الدسمة، وعدم المجيء للفراش إلا وأنت متهيأ للنوم، وعدم المكوث بعد الاستيقاظ، والنوم على طهارة، وتذكر مراقبة الله تبارك وتعالى، واستنفاذ هذه الطاقة في المفيد النافع، فإن الإنسان إذا لم يشغل نفسه بالخير شغلته بالشر، إذا لم يشغلها بالحق شغلته بالباطل.

فنسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية، ونكرر ترحيبنا بك، ونؤكد لك أن هذا الشعور الذي دفعك للكتابة إلينا هو البداية الصحيحة، فهنيئًا لك على نفسك اللوّامة التوّاقة إلى مغفرة الغفور، ونبشرك بأن العظيم ليس يتوب فقط، بل يفرح بتوبة من يتوب إليه، ويبدل سيئات التائبين حسنات، وهذه من رحمته سبحانه وتعالى، ما سمّى نفسه توابًا إلا ليتوب علينا، وهو القائل: {وإني لغفار} صيغة مبالغة {لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى}.

نسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يردنا جميعًا إلى الحق ردًّا جميلاً، وأن يُهيأ لك الزوجة الحلال والمتعة الحلال، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب هشام المرابط

    شكرا الجزاء من الله

  • ليبيا ليبي (*_^)

    شكرا شكرا لكم„ونسأل الله الهدايه لنا ولكم ولجميع المسلمين,وأن يجمعنا بكم في جنات النعيم.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً