الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قبولي الزواج من رجل أحبته قريبتي فيه خيانة لها أو أي قبح أخلاقي؟

السؤال

السلام عليكم

أحببت أنا وقريبتي ذات الشخص، أنا فتاة من مستخدمي شبكة الانترنت بكثرة، وممن يبحثون عن المواقع الجميلة والمفيدة، حدث أن تعرفت على أحد المواقع التي تعتمد على مبدأ السؤال والجواب، ودعوت إلى الموقع قريباتي وذلك لقوة علاقتي بهن، كنت حينها في بداية مراهقتي لم أتعد 15 سنة، تعرفت على شاب يكبرني باثنتي عشر عاما، وشعرت بانجذاب نحوه لكن لم يدم ما بيننا لأن قريباتي أبعدوه، وذلك عندما أحسسن بانجذابي له، وكانت هذه الحادثة صدمة إلى حد ما لكني استسخفت شعوري تجاهه.

خفت علاقتي بالانترنت وذلك لضغوط الدراسة، ولم أعد متعلقة بذلك الموقع، بعد عامين وجدت في صندوق رسائلي رسالة جديدة من عضو مجهول، وعندما فتحتها وجدتها منه، وكان مصرا على أمر واحد وهو أنه يريد عنوان منزلي ليأتي ليخطبني، كان هذا الطلب حلما بالنسبة لي، لكن توجد معيقات كثيرة أولها أني كنت في آخر سنة دراسية لي، وافق هو على انتظاري هذه السنة، وقرر أن يطلب من والدي أن أكمل دراستي الجامعية بعد زواجي به.

وأخبرني بأن إحدى قريباتي اللواتي انضممن للموقع كان مغرمة به، وأراد أن يخبرني بذلك فقط حتى لا يتسلل الشك إلى نفسي تجاهه، تأكدت من الموضوع من أختي وأخبرتها بما حدث، وكانت ردة فعلها مثل الإعصار، وذلك كيف أقبل أن أحب شابا أحبته قريبتي وهي بمثابة أختي وحتى لو لم أكن أعلم بالموضوع؟ وإن علمت بذلك عليّ أن أتركه، هي منعتني من التحدث معه، وهو فضل مقابلة أهلي على الفور بعد انتهائي من دراستي على أي يسبب لي المتاعب مع أختي، وأختي حلفت أن تقطع علاقتها بي إن قبلت الزواج به، وذلك لأنها خيانة لقريبتي.

سؤالي: هل قبولي الزواج منه خيانة لقريبتي أو فيه أي قبح أخلاقي؟ مع العلم أنها مخطوبة الآن وزواجها قريب، وأيضا هل لو وافقت عليه ستبني حياتي معه على باطل لأني تحدثت معه قبل الزواج؟ مع العلم أني سأخبر أمي بما حدث مجرد أن يقرر أن يأتي، وهل تنصحونني بهذا الشي أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غنى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يُرضيه، ونؤكد لك أن الخطأ الذي حصل لا يمنع حصول الصواب، وأن الإنسان يُصحح خطأه بالتوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، وأن الارتباط بهذا الشاب لا مانع منه طالما أراد أن يأتي البيوت من أبوابها، وعند ذلك تعطوا أنفسكم فرصة فتسألوا عن دينه وأخلاقه وأسرته، وتعاملاته وقدرته على تحمل المسؤولية، لأن هذه أمور من الأشياء الأساسية.

من حقه أيضًا أن يتعرف عليكم، ويسأل عنك وعن أسرتك، ويتعرف على هذه الأمور، فهذا حق تكلفه الشريعة للطرفين، ولا عبرة ولا وزن لما صار مع تلك القريبة ممن ممارسات، ولكن عليكم جميعًا أن تكتموا ما حصل من تلك العلاقات الآثمة التي كانت على النت، تكتموها عن الجميع، ويبدأ يؤسس علاقته على الطبيعة، تتعرفوا عليه، يتعرف عليكم، تسألوا عن دينه وعن أخلاقه، عن الأمور التي أشرنا إليها، ثم بعد ذلك من حقه أن ينظر إليك النظرة الشرعية، فإذا حصل بينكم الارتياح والانشراح وحصل التوافق والتواؤم والتلاؤم بين العائلتين، فعند ذلك لا نملك إلا أن نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).

ولا شك أن ما حصل مع تلك القريبة هي ممارسات شباب خاطئة، لا وزن لها، لأن العبرة بالخطبة الرسمية، فإذا خطب الإنسان خطبة رسمية فإنه لا يجوز لآخر أن يخطب على خطبته، كما جاء عن النبي - عليه صلاة الله وسلامه – أما مجرد علاقات في الخفاء، علاقات آثمة مجرد ميول وكذا، هذه الأشياء لا وزن لها، هي مخالفات تحتاج إلى توبة، لكن لا نقيم لها وزنًا، فكلام أختك ليس له وجاهة، خاصة والفتاة الأخرى تتجه الآن إلى زوج آخر، وعليها أن تعيش حياتها وتطوي تلك الصفحة، وأنت أيضًا عليك طي كل الصفحات الماضية، والإقبال على من يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، ويكون من أهل الدين والصلاح والخير.

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يتوب علينا وعليكم، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً