الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاكتئاب والرهاب وتقلب المزاج والإحباط.. ما الأدوية المناسبة؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من: اكتئاب، تقلب مزاج، رهاب اجتماعي، كسل، يأس، وإحباط،
تنقلت بين مجموعة من الأدوية، والآن هل تنصحوني بتناول السبرالكس، ولاميكتال، مع البروزاك، أم السبرالكس ولاميكتال مع فالدكسان؟

لأني أعاني من الكسل والخمول، والرهاب الاجتماعي، وتقلب المزاج، والإحباط، وأريد السبرالكس للرهاب، واللاميكتال لتقلب المزاج، وأريد أن أضيف: إما البروزاك، أو الفالدكسان للنشاط والاكتئاب.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتمنى أن تكون متابعًا لحالتك مع أحد الأطباء النفسيين؛ لأنه في مثل عمرك المتابعة الطبية النفسية تُعتبر مطلوبة؛ لأن الاكتئاب النفسي بالفعل قد يأتي في عمرك، ويؤثر على أدائك النفسي والاجتماعي والوظيفي والأسري، فالعلاج عن طريق المساندة، والمساندة كثيرًا ما تكون من خلال الطبيب النفسي، أضف إلى ذلك العلاجات التأهيلية والسلوكية الأخرى، وكذلك العلاج الدوائي.

أخِي الفاضل: المهم في الأمر أن تكون لك قناعة ويقين ودافعية تامة أن الاكتئاب يمكن أن يُعالج، بل يمكن أن يُهزم، والإنسان يجب ألا ينقاد بمشاعره ولا بأفكاره السلبية، إنما ينقاد بأفعاله وأعماله، يعمل لدنياه ويعمل لآخرته، ويسعى ويثابر ويُكابد، وهذه هي الحياة، وهذا هو معنى الحياة أيها الفاضل الكريم.

من الضروري جدًّا أن تجعل أيضًا للرياضة مجالاً في حياتك، ولا بد أن تتواصل اجتماعيًا مع إخوتك وأرحامك وأحبابك، كن من روَّاد المساجد، حافظ على الصلوات الخمس هناك، تجد نوعًا من العلاج الجمعي والتجمعي الذي يقتل الرهاب تمامًا.

حاول أن تتميز في عملك وتكون مُجيدًا له، وعليك بالاطلاع والقراءة أيها الفاضل الكريم، ففيها خير كثير للإنسان.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فكنت أتمنى أن يقرره الطبيب لك، والذي أود أن أقترحه كعلاج، أعتقد أنه من الأفضل أن تظل على دواء واحد، كل المعايير التشخيصية والعلاجية تُشير إلى ذلك، الإنسان يجب أن يبدأ بدواء واحد يتناوله بجرعة صحيحة، ويعطيه المجال الكافي، نعم أنت تنقلت بين مجموعة من الأدوية، لكن هذا التنقل في حد ذاته قد يكون هو الإشكالية؛ لأن البناء الكيميائي لم يتم بصورة صحيحة في أغلب الظن، ويُعرف أن الجمع بين الأدوية قد يكون ضرره أكثر من نفعه إذا لم يكن بمحاذير ومعرفة خاصة.

الأدوية المضادة للاكتئاب والمضادة للرهاب يأتي على رأسها قطعًا عقار سبرالكس، واللامكتال دواء داعم في حالة كان التشخيص هو الاضطراب الوجداني ذو الميول الاكتئابية، أما بخلاف ذلك فلا أرى سببًا لاستعماله.

فيا أخِي الكريم: من الأفضل أن تظل على السبرالكس، ويمكن أن تصل بالجرعة حتى ثلاثين مليجرامًا في اليوم، ولا داعي لإضافة أي أدوية أخرى، بعد ذلك ومن خلال تواصلك مع طبيبك سوف تُرتَّب الأمور تمامًا، وأسأل الله أن ينفعك بهذا الدواء.

هنالك أيضًا دواء يجب اعتباره في مثل حالتك، وهو (إفيكسر) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميًا باسم (فلافاكسين) هو دواء متميز لعلاج الاكتئاب والرهاب، ويُجدد الطاقات بصورة معروفة جدًّا ومعقولة جدًّا، وحوالي ثلاثين بالمائة من الذين لم يستفيدوا من أدوية الاكتئاب الأخرى يستفيدون كثيرًا من الإفيكسر.

إذًا الحلول موجودة وهي كثيرة جدًّا، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك الخير، ويعافيك ويشفيك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً