الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتمنى أن أنام بانتظام لكني لا أستطيع، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة، عمري 21 سنة، أُعاني من قلة النوم دائما، لدرجة أني أخاف من أني لن أنام، وتأتيني أسئلة كيف ينام الناس؟ ولماذا أنا لا أنام؟

نومي أحيانا يتحسن، وأحيانا لا أنام، فكل ساعتين أو ساعة أستيقظ، وقد أثر ذلك على دراستي، والوسواس أيضا أتعبني، ولا أريد أن ألجأ للأدوية أبدا.

أرجوكم ساعدوني، فليس لي بعد الله سواكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على التواصل معنا، وعلى الكتابة لإسلام ويب.

للنوم علاقةٌ وثيقةٌ بعددٍ من الأمور الفيسيولوجية والنفسية وغيرها، ومن الأمور الفيسيولوجية: الهرمونات ووظائف الدماغ، بحيث يقال أن هناك دورة فيسيولوجية للنوم، تجعل الإنسان ينام في وقت ويستيقظ في أوقات أخرى، وهو ما نسميه "سركيديان ريثم" أو الإيقاع الذي له علاقة ببعض كيميائيات الدماغ والغدد الصم.

ويبدو أنك حاولت عددا من الطرق، والتي تُفيد عادةً الكثير من الناس في تحسين نومهم، ولكن لسبب ما لم تنجح معك هذه الطرق، فأرجو أن ننتبه أيضاً أن من الناس من هو "صباحي"، حيث أنه أكثر نشاطا في الصباح، ويشعر بالنعاس مع أول الليل، بينما بعض الناس "ليليين"، حيث ينشط ليلا ويشعر بالنعاس في الصباح، ويجد صعوبة في الاستيقاظ صباحا، وأحيانا ليس من السهل أن يغيّر الإنسان نمط نومه واستيقاظه، وقد يحتاج الأمر لسنين قبل أن يستطيع أن يغيّر إيقاع نومه.

إن الإنسان الذي يستلقي وهو يحاول النوم، وهو خائف أن لا ينام -كما يحدث معك- فلن يستطيع النوم بسبب هذا الخوف والقلق من عدم النوم، فحاولي أن تنسي قدر المستطاع موضوع النوم، فربما تتمكنين من النوم، فالنوم بحدّ ذاته نتيجة طبيعية للاسترخاء والراحة، فإذا تمكنت من الاسترخاء، فسيأتي النوم وبشكلٍ طبيعي.

وكونك من ليبيا الحرّة، فلا يفوتني أن أذكر أن الكثير من الناس يمكن أن يعاني بسبب الثورة والاقتتال في ليبيا أو غيرها من بعض الصدمات النفسية نتيجة عيش تلك الأحداث الصعبة من الثورة والاقتتال، ولا أدري إن كنت تعرّضت لبعض المواقف التي شاهدت فيها أو عايشت بعض هذه الأحداث أو المشاهد مما أُّثر فيك، وجعلك تعانين مما نسميه "الإجهاد النفسي ما بعد الصدمات"، والذي من أعراضه اضطرابات النوم، كالأرق أو ضعف نوعية النوم، أو الكوابيس.

ومما يمكن أن يعين الأمور التالية:
• التقليل من الأطعمة الكثيرة البهارات، لأنها مما يثير الجملة العصبية.
• التقليل من المنبهات كالقهوة والشاي، وخاصة أنه عند شربها يجب أن يكون قبل النوم بعدة ساعات، والأفضل الاستعاضة عنها بشرب المهدئات كالزهورات، والنعناع والبابونج، وغيرها.
• محاولة أن لا تكون غرفة النوم شديدة الدفء، أو شديدة البرد.
• لعب الرياضة، ولكن أثناء النهار، وليس قبل النوم ولو بساعات.
• محاولة الاعتياد على ساعةٍ معينةٍ للذهاب إلى السرير من أجل النوم.
ونصيحتي أخيرة: أن تعملي على تحسين ظروف النوم، والاسترخاء بشكل خاص، وإذا لم ينجح هذا، فربما يفيد أخذ موعد مع طبيب عام، حيث يمكنه أن ينصح، وليس فقط بوصف الدواء، وأنا عموما لا أنصح بالأدوية المنومة، لاحتمال الاعتياد عليها.

وفقك الله، ويسّر لك الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً