الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من العزلة والفزع والتفكير والحزن، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر25 سنة، متزوج منذ 6 أشهر، لدي مشاكل وأريد تشخيصها.

أحس أن لدي انعزالاً أو انطواءً، فمثلا إذا كان الأهل متجمعين أو أصحابي أكون ساكتا، وأحس أنه يوجد شيء يردني عن مشاركتهم الحديث!

عندي تفكير أو خيال، فأتخيل أشياء وأتصور في بالي أشياء، وأميل إلى الحزن حتى لو كان لا يوجد شيء، وحزني كثير، وأكون مكتئباً، وعندي هلع وفزع.

فكرت أن أستعمل السيبرالكس وقرأت عنه كثيرا، وأحببتُ أن تكون فترة العلاج قصيرة، فهل له تأثير في عملية الجماع؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شعورك بالانعزال والانطواء المصحوب بعسر في المزاج وشيء من الهلع والفزع، يحتاج الأمر أيضًا إلى نوع من الاستقصاء والتفسير الأكثر، فمثلاً نوبات الهلع والفزع ليست بالبساطة التي يتحملها الإنسان في حضور الآخرين.

أما موضوع الانعزال والانطواء فقد يكون ناتجًا من الخجل، أو ناتجًا من نوع من الرهبة الاجتماعية، وما وصفته من الاكتئاب ربما يكون شيئًا من عسر المزاج.

إذا كنت بالفعل تأتيك نوبات هلع وفزع؛ فهنا السبرالكس سيكون هو العلاج الأفيد، أما إذا كان الأمر أقل من ذلك فيمكن أن تحاول أولاً دون استعمال أي أدوية: أن لا تقبل لنفسك الانعزال، وتحاول أن تبدأ في تطبيقات عملية، بأن تُحدد مثلاً أن تزور صديقًا في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني تذهب وتشارك أصدقاء آخرين في أي جلسة، وتحرص على الصلاة مع الجماعة في المسجد، وفي مكان العمل دائمًا حاول أن تتجاذب أطراف الحديث، يعني أن تجعل لنفسك برامج يومية، تبني من خلالها تدريجيًا تواصلك الاجتماعي.

لا تقبل لنفسك موقف الانعزال هذا، أنت لم تتخذ خطوات عملية حقيقية لتكسر هذا الحاجز، فالكثير من الناس يخافون من الفشل، يخافون من الإحراج أمام الآخرين، وهذه التصورات ليست صحيحة، وقد تكون هي المانعة من التواصل الاجتماعي.

أما بالنسبة للميول إلى الحزن والكدر وعسر المزاج، فأيضًا يجب أن تنظر إلى الأمور بصورة إيجابية أكثر، لديك أشياء طيبة جميلة في الحياة، ما الذي يجعلك تحزن؟ لماذا تكتئب؟ .. هذه المشاعر يجب ألا تُقبل حتى لو تسلطت على الإنسان؛ لأن الإنسان يستطيع أن يردها، يستطيع أن يستبدلها بما هو ضدها خاصة حين تكون مشاعر سلبية.

من خلال عملية التغيير الفكري والتغيير المعرفي والإصرار على فعل ما هو مضاد يستطيع الإنسان أن يغيّر نفسه سلوكيًا، وأن يبني نفسه وينمّيها بصورة جميلة جدًّا وفاعلة جدًّا.

عملية استعمال الأدوية كما ذكرت لك ليست مرفوضة قطعًا، نوبات الهلع والفزع فعلاً تستجيب للعلاج الدوائي مثل السبرالكس بصورة ممتازة جدًّا، وتحتاج أيضًا لتمارين الاسترخاء، ولممارسة الرياضة، وللتفريغ عن الذات، بمعنى أن تعبر عن ذاتك أولاً بأول حتى لا تحتقن، هذا كله جزء مكمل للعلاج.

أنا أفضل أن تقابل طبيبًا نفسيًا، هذا قطعًا سوف يطمئنك أكثر، وإذا تم تأكيد التشخيص حسب ما ذكرته – مع احترامي الشديد لكل ما ورد في رسالتك – فهنا أقول لك: إذا أيدك الطبيب في السبرالكس فلا مانع أن تتناوله، أما إذا كانت الحالة أقل من ذلك فأعتقد أنه سيكون من الأفضل أن تمارس الوسائل السلوكية البسيطة التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً