الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوفيق بين الدراسة الدينية والدنيوية... وهل يمكن الجمع بينهما؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا في الثانوية العامة، ولكني عندما درست بعض المواد وجدت أنها حفظ فقط، ونفرغ ما حفظنا في الامتحان، وعلى الرغم من أني علمي رياضة، إلا أن المواد العلمية اكتشفت أن جزءا كبيرا منها لا تفيدنا؛ لأنها لم تعد تستخدم لأنها قديمة جدا، فأنا أشعر أن هذا العلم لا يفيدني، وأني أريد أن أتعلم العلم الشرعي، فأرى أن هذا العلم هو ما يفيدني في دنيتي وآخرتي، فماذا أفعل؟

وإن كان علي أن أكمل في الثانوية العامة فكيف أستطيع أن أذاكر وأنا أعلم أن هذا العلم لن يفيدني في شيء؛ لأنه علم من أجل امتحان، لا لكي أتعلم شيئا يفيدني، وما الذي يحفزني على المذاكرة فأنا أجد إحباطا كبيرا، فأرجو أن تنصحوني؟

عذرا على الإطالة بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك ابننا الكريم، ونؤكد لك أن كل هذه العلوم نافعة ومطلوبة، ولا مانع من أن يجمع الإنسان بين العلم الشرعي وبين العلوم الدنيوية، وكثير من العلماء درسوا هذه العلوم، فالشيح محمد صالح المنجد مهندس، والشيخ عبد المجيد الزنداني صيدلاني، والشيخ محمد إسماعيل المقدم طبيب، وعد في هذا ستجد الكثير من العلماء الكبار تخصصاتهم الأصلية علمية بحتة.

ونؤكد أن دراسة الرياضيات أو الفيزياء أو غيرها من العلوم يوسع مدارك الإنسان، وكان الإمام الشافعي يقول من تعلم الحساب نبغ، ويتكلم عن مثل هذه العلوم التي لا بد من تعلمها، ونؤكد أن المجتمع المسلم بحاجة لهذه العلوم، فننصحك بإكمال الدراسة والتفوق فيها؛ لأن التفوق فيها يتيح لك فرصة دراسات عليا والتقدم فيها، ثم بعد ذلك تستطيع أن تدرس العلوم الشرعية، أو في أثناءها كحال كثير من طلاب العلوم الذين نفع الله بهم.

نحن بحاجة إلى الطبيب الذي عنده العلم الشرعي، وبحاجة للمهندس الذي عنده وعي شرعي، وبحاجة لكافة الوظائف التي تنطلق من ثوابت هذا الدين، ونؤكد لك أن هذا الفصل بين العلوم الدينية والدنيوية لم يكن موجودا، فالطبيب الرازي كان يدرس في المسجد التفسير والسيرة النبوية وعلوم القرآن، ثم يدرس علوم الطب، وهو من أبرز علماء الدنيا رحمه الله، وكذلك كثير من العلماء؛ ولذلك نتمنى أن تكمل، بل ندعوك إلى أن تتفوق في هذه الدراسة.

ونؤكد أن أي علم نافع يحتاجه المسلم، والمسلم عليه أن يتعلم أولا ما يصحح به عقيدته وعبادته وتعامله، ثم بعد ذلك ينطلق في مجالات الحياة، فالأمة لا تحتاج لعلماء دين فقط، ولا تحتاج لأطباء فقط، ومهندسين فقط، ولكنها تحتاج لكافة التخصصات من أجل أن ندير حياتنا، ومن أجل أن نقدم النافع لأهلنا ولأمتنا، فلا بد من أن يكون هنالك تنوع في نيل هذه العلوم، فاجتهد في إكمال الدراسة وتعوذ بالله من هذه الأفكار التي جاءتك في هذا الوقت.

ونؤكد أن كل العلوم تنفع الإنسان، وأن الشهادة هي مقياس ومعيار أنت بحاجة إليه، فلا مجال للوظيفة والتقدم والاعتراف مهما كان عندك من علم إلا بنيل هذه الشهادات والمرور على هذا السلم التعليمي الذي تتخذه الدول، والذي هو نظام عالمي، فلا يمكن للإنسان أن يعمل في بلده أو خارجها دون أن يكمل هذه المراحل المتفق عليها.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً