الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خوف وقلق عندما أدخل في نقاشات حادة، فكيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة، أعمل معلمة منذ 4 أشهر فقط، أعاني من حالة عرضية تزول مع الوقت، وهي أنه ينتابني خوف وقلق عندما يتكلم معي شخص بطريقة هجومية، ولا أعرف كيف أرد عليه أو أتصرف معه، وترتجف يدي، وأرتبك، ثم ألوم نفسي لماذا لم أتكلم أو أرد عليه؟ لدرجة أني لا أستطيع النوم وأكون قلقة مما سيحدث غدا، مع أنني أكون طبيعية أثناء الدوام والحوارات العادية، وأخاف من الأصوات العالية.

قبل الوظيفة كنت أجلس في البيت، ولا أختلط بأحد، ولا أرى سوى أقاربي، ولكن بمجرد رؤيتي لشخص غريب، فإنه ينتابني توتر، ولا أتناقش معه، حتى تمضي فترة أتعود عليه، فهل أنا أعاني من الرهاب أم أن ما أعاني منه بسبب ضعف الشخصية؟ فأنا أعاني من الخوف والقلق من الأماكن العامة والتجمعات.

وإن كان ما أعانيه ضعفا في الشخصية، فكيف أقوي شخصيتي؟ مع العلم أنني أخاطب من حولي طبيعيا، وأحسن إدارة الفصل في حصتي، ولكن بمجرد الدخول في نقاشات ساخنة؛ يبدأ ذلك القلق والتوتر يظهران على هيئتي، فكيف أتخلص من تلك الحالة؟ فأنا أحمل مسؤولية تربية الأطفال وتعليمهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونهنئك على حصولك على هذه الوظيفة؛ لأن وظيفة المعلم هي من الوظائف المحترمة والراقية، والتي تُشعر الإنسان بالرضا إذا أداها على وجهها الصحيح، وأنت -إن شاء الله تعالى- سوف تؤدينها بصورة ممتازة، وأهم شيء بالنسبة للعمل هو أن تشعري بالإشباع والرضا على ما تقومين به. هذا يحسن رغبتك في العمل، ويزيل من مخاوفك.

أنت ليس لديك حقيقة خوف اجتماعي حقيقي، وإنما لديك بعض المخاوف البسيطة، كظواهر هنا وهناك، ولا أعتقد أنها تبلغ أو بلغت المرحلة المرضية، وبما أنك معلمة ومتفهمة لطرق العلاج، إذًا أمامك فرصة كبيرة جدًّا لتخطي هذه المخاوف الوسواسية البسيطة.

أكثري من التفاعل مع الأطفال ومع زميلاتك المعلمات، وأنا أؤكد لك من ناحيتي أن المشاعر التي تأتيك أنك مهزوزة أمام الآخرين، هذه مشاعر ليست صحيحة، أنا متأكد أن أدائك أفضل مما تتصورين، فإذًا لا تراقبي نفسك أبدًا حين تقابلين شخصًا غريبًا، أو حين تتحدثين أمام عدد كبير من الناس، من الطبيعي جدًّا أن يحس الإنسان بقلق بسيط في بداية هذه المقابلات، وهذا القلق نسميه بقلق الأداء الإيجابي، يعني أنه مطلوب ليحفز الإنسان ويجعل أدائه أكثر جودة وانضباطًا، فهو ليس ضارًا، على العكس تمامًا، هو مطلوب ومهم جدًّا.

الذي يظهر لي أن طبيعتك قلقة بعض الشيء، وأنت في مرحلة عمرية وبداية وظيفية، فكل هذه المراحل تحتم أن يكون هنالك نوع من القلق.

أنا أعتقد أن هذا الموضوع عابر وعابر جدًّا وعرضي، وأنا متأكد أنه بالعزيمة والتصميم وبناء قناعات إيجابية عن ذاتك وعن مقدراتك، وأن تُدركي ذاتك على هذا الأساس سوف تتخلصين تمامًا من هذه المخاوف، وأنا أؤكد لك أنه لن يظهر عليك أي علامات ارتباك، فهذه مبالغة، فهناك من يشعر أنه يتلعثم، أو يتعرق، أو خفة في الرأس، أو أنه سوف يسقط أمام الآخرين، فهذا الشعور ليس شعورًا صحيحًا أبدًا.

ربما يكون أيضًا من الجميل والطيب أن تتناولي دواءً بسيطًا لفترة بسيطة، عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، أو (لسترال) متميز جدًّا في علاج هذه المخاوف، والقصد حقيقة من تناول الدواء هو أن تحسي فعلاً بأنك إنسان طبيعي جدًّا، الدواء يعطيك دفعة إيجابية جدًّا، وبعد أن تتوقفي من الدواء سوف تستمر أحوالك بخير -إن شاء الله تعالى-.

إن أردت أن تستعملي الدواء فجرعته هي – أي الزولفت – نصف حبة فقط (خمسة وعشرين مليجرامًا)، يتم تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين.

جرعة صغيرة من دواء سليم، غير إدماني، غير تعودي، ويعرف بفعاليته الكبيرة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً