الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوساوس والخوف، وأريد حلا بدون دواء.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من تعب كبير نظرا لإصابتي بمرض الوسواس والخوف من المرض، وكنت أتعالج لمدة 6 سنوات، وعند طبيب أعصاب وليس نفسانيا، نظرا لانعدام الأخصائيين بمقر سكني، ويعالجني بدواء اسمه ديبراكس مدة 3 سنوات، ثم استبدله لي الطبيب بدواء اسمه ديبرتين 20 ملغ، وبعد ذلك شفيت وقررت التخلي عن الدواء، وبعد فترة من الزمن عاودني المرض إثر إصابتي بعدة أزمات في العائلة، ولهذا أريد منكم حلا بدون دواء؛ لأنني غير مستعدة لأخذ الدواء، وبمجرد التخلي عنه أخاف تكرار المرض، والمرض هو: خوفي من ركوب السيارة، ووجودي في البيت بدون مرافق، والمرض المفاجئ.

وشكرا مسبقا لمساعدتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم أنت تعانين من درجة بسيطة من الوسواس، ولكن لديك مخاوف، منها الخوف من كروب السيارة، والخوف من المكوث في البيت لوحدك، هذا نسميه رهاب الساحة، والمخاوف دائمًا تعالج من خلال تحقيرها ومواجهتها، وتجاهلها، وعدم اتباعها، يعني لا بد أن تركبي السيارة، نعم سوف تحسين بنوع من الخوف، ولكن كرري هذا، وابدئي دائمًا بدعاء الركوب، واعرفي أنك في حفظ الله ورعايته، كرري هذا وباستمرار، وسوف تجدين في نهاية الأمر أن هذا الموضوع أفضل مما كنت تتصورين.

وجودك في البيت دون مرافق أيضًا يجب ألا يسبب لك خوفًا شديدًا، اعرفي واعلمي أن الله خير حافظًا، وعليك أن تقصدي أن تكوني في البيت لوحدك، الإنسان الذي لا يُطبق عمليًا لا يُعالج نفسه، أنت تقولين أنك تريدين خطوات علاجية سلوكية، وهذا هو العلاج السلوكي، أن أطبق، أن أخالف وأعاكس مخاوفي، وفي نفس الوقت تقومي بعملية عقلية وجدانية ذهنية تحقرين من خلالها كل مخاوفك.

عليك -أيتها الفاضلة الكريمة- أيضًا بأن تغيري نمط حياتك، كوني نشطة، كوني متواصلة، اجتهدي في الاهتمام بشؤون أسرتك، كوني بارة بوالديك، كوني إيجابية التفكير، هذه هي الطرق العلاجية الصحيحة.

ممارسة الرياضة أيضًا وجد أنها مفيدة جدًّا، فابحثي عن أي نوع من الرياضة تناسب المرأة المسلمة، وسوف تجدين فيها إن شاء الله خير وفائدة كبيرة جدًّا.

تمارين الاسترخاء أيضًا هي ذات فائدة عظيمة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي لهذه الاستشارة وتطبقي ما ورد بها من نصائح وإرشاد، وسوف تجدينها مفيدة جدًّا.

أكثري من زيارة المرضى، هذا -إن شاء الله- يزيل منك الخوف المرضي، وفي ذات الوقت اذهبي إلى طبيبك -طبيب الأسرة- مرة واحدة كل ستة أشهر مثلاً للقيام بالفحوصات العامة، وذلك من أجل الاطمئنان على صحتك، هذا يزيل عنك الخوف إن شاء الله تعالى، ويمنعك كذلك من كثرة التردد على الأطباء، وهو من أكبر مسببات التوهمات المرضية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً