الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد نصيحتكم لي ولزوجي لنحافظ على الصلاة وليرزقنا الله الأولاد

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوف أؤدي العمرة بعد 15 يوما أنا وزوجي ووالدي ووالدتي، فأنا متزوجة من سنة ولم يرزقني الله بالحمل حتى الآن، مع العلم بمتابعتي مع الدكاترة، أنا على خلق وزوجي كذلك، وبارة بأهلي وبأهله أيضا، ووالدته راضية عني كل الرضا من حسن معاملتي لها ولهم جميعا، وأنا راضية عن حياتي، فأنا لم أؤذ أحدا مهما يكن ولو بكلمة، وكان حلمي قبل أن أتزوج أن يرزقني الله بولد حتى أعلمه دينه بطريقة غير التي تعلمت بها ديني، وتحفيظه القرآن كاملا من سن صغير، وأمنيتي أن أراه عالما وشيخا عظيما في الإسلام.

أردت الحديث عن كل هذا حتى تعلم معدني الطيب، ولكنني غير مواظبة على الصلاة وزوجي كذلك، وأردت التقرب من الله فطلبت من زوجي أن نؤدي العمرة، ونتغير ونواظب على الصلاة ونتصدق، حيث يراودني دائما إحساس أن الله لم يرزقني بسبب عدم مواظبتي على الصلاة، أريد نصيحة للتقرب من الله، واغتنام فرصة العمرة هذه، وأيضا أريد أدعية حتى يرزقني الله بولد، فهذا حلمي.

شكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nglaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونؤكد لك أن المواظبة على الصلاة مفتاح للأرزاق، وسبيل إلى رضا رب الأرض والسموات سبحانه وتعالى، فالصلاة أمانٌ في الأرض، والصلاة نور، والصلاة قال الله بعد أمره بها إلى الأهل والأقربين، قال: {لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى}، ولا خير في إنسان لا يواظب على الصلاة، فأكملي ما عندك من الفضائل والأشياء الجميلة والنِّعم بالسجود لله تبارك وتعالى، فإن الصلاة ميزان للإنسان في الدنيا، وهي أول ما يُحاسب عليها بين يدي الله تبارك وتعالى، وبالصلاة وبالخضوع والسجود فيها والتوجه إلى الله فيها وبعدها، ينال الإنسان ما يُريد، فإن ما عند الله من التوفيق والأولاد والخيرات والأموال لا يُنال إلا بطاعته، وإلا باللجوء إليه سبحانه وتعالى.

ونحن سعداء بهذه الاستشارة، لأن فيها شعور بأنك بحاجة إلى إكمال هذا الجانب، والعمرة ستكون مفتاحًا طيبًا لهذا الالتزام وهذه العودة إلى الله تبارك وتعالى، ونحب أن نؤكد لكم أن النعم إنما تدوم بالشكر، ومن الشكر ومن أهم أبوابه العمل بطاعة الله {اعملوا آل داود شُكرًا وقليل من عباديَ الشكور}. ونسعد أكثر إذا سمعنا خبرًا بالالتزام التام بالصلاة، وتُشكري على تلك النية الصالحة، لكن كيف سيلتزم الولد إذا لم يلتزم الوالد والوالدة؟ والقدوة هي أهم أسباب وعوامل النجاح بعد توفيق ربنا الفتاح.

فأرجو أن تحافظوا على الصلاة، لأنها العهد الذي بيننا وبين أعداء الله (الكفار)، ولأن من لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة يوم القيامة، وحُشر –والعياذ بالله– مع فرعون وهامان وقارون وأُبيَّ بن خلف، وهذا بالخطورة بمكان، فهؤلاء أئمة الضلال والكفر -والعياذ بالله-، تارك الصلاة معهم، أما من حافظ عليها فإنها تكون له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة.

نسأل الله أن يلهمكم الرشاد، وأن يردكم إلى الحق والدين وإلى الصلاة ردًّا جميلاً، وأن يكون ذلك عاجلاً، فإن الإنسان متى تنخرم به لحظات العمر. إذا وصلتك الإجابة فأرجو أن تكوني قبلها قد سجدتِ لله وعاهدت الله على المواظبة على الصلاة، فإن الواحد منا لا يدري إذا جَنَّ ليلٌ هل يعيشُ إلى الفجر؟ فنسأل الله أن يُطيل أعمارنا وأعماركم في طاعته، وأن يردنا وإياكم إلى الحق ردًّا جميلاً، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً