الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من المخاوف وكثرة الوساوس؟

السؤال

مشكلتي أني أوسوس بالأمراض, وإذا أتتني فكرة أظل أفكر فيها, حتى أقتنع, والآن أوسوس بتساقط الشعر, وقبلها بالأورام, وقبلها بالغدة الدرقية, والله تعبت من كثرة ما أهتم بهذه الأمور.

الآن شعري يتساقط, وأنا مذعور, فهل هذا صلع؟ مع العلم أن والدي لديه صلع.

عمري 35 عاما, وأنظر في المرآة أكثر من 20 مرة كي أتأكد هل زاد التساقط أم لا, فهل هذا وسواس أم أنا مريض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن هذه وساوس مرضية، وهو نوع من الخوف المرضي.

موضوع شعورك بأن شعرك يتساقط أو بالفعل هو يتساقط: ربما يكون مقترنًا بموضوع الصلع، أنت متخوف منه، ولديك عوامل وراثية، وهذا يثبت ويقوي هذا النوع من الوسواس والمخاوف.

أيها الفاضل الكريم: القلق في حد ذاته يؤدي إلى تساقط الشعر، فأرجو أن تحقّر هذه المخاوف وهذه الوساوس، وأنصحك بأن تذهب وتقابل طبيب الأمراض الجلدية، فقط لمجرد التأكد والطمأنينة.

بالنسبة للأعراض الأخرى: قطعًا هي أعراض نفسية صِرفة، وأنا أنصحك بأن تتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، وعقار (فافرين) هذا اسمه التجاري، ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) هو من الأدوية الرائعة جدًّا لعلاج هذا النوع من المخاوف الوسواسية.

الجرعة هي خمسون مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك اجعلها مائة مليجراما ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، والذي أسأل الله تعالى أن ينفعك به كثيرًا، علمًا بأنه دواء سليم ودواء فاعل جدًّا.

أخِي الكريم: اصرف انتباهك عن هذه المشاعر السلبية بأن تكون أكثر توكلاً، وأن تحرص كثيرًا على أذكار الصباح والمساء، وكذلك احرص على الدعاء المأثور: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام والجنون وسيِّء الأسقام)، واختصاره: (اللهم إني أسألك العافية).

اجعل حياتك حياة صحية من خلال ممارسة الرياضة، النوم المبكر، التوازن الغذائي، التواصل الاجتماعي الإيجابي، والحرص على العبادات، وتطوير الذات من حيث المهارات، وكذلك على المستوى العملي والعلمي.

وإليك هذه الاستشارات حول علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (263760 - 265121 - 263420 - 268738)

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب نسمة

    هناك الكثير من الأفكار المزعجة غير ما ذكرت هنا تركتها لأنها كثيرة جدا ولم أرد حصرها وإنما التمثيل لها فقط
    وسأضرب لها بعض الأمثلة .
    المثال الأول: الخوف من المستقبل ،أو الخوف من الموت أو الخوف من الأمراض الفتاكة كالإيدز والسرطان ونحوه .
    المثال الثاني : الأفكار المتعلقة بالعنف وخوف الإنسان من القتل أو إلحاق الأذى به أو الإحساس بمراقبة الآخرين له .
    المثال الثالث: الأفكار المتعلقة بعدم النظافة والخوف الشديد من لمس الأشياء المتسخة .
    المثال الرابع : الأفكار التي تلح على الموسوس أن يفعل فعلا معينا أو حركة معينة وإن لم يفعلها فقد يصاب بأذى ونحوه .
    المثال الخامس وهو الأهم : شك الزوج بزوجته أو شك الزوجة بزوجها ( علما أن جميع الموسوسين يعانون من هذا بنسب مختلفة).
    المثال السادس : الخوف من المجهول ، أو الخوف الشديد الذي يصاحبه خفقان في القلب ، أو برودة في الأطراف ، أو ضيق في التنفس ، أو آلام في الرأس أو البطن ، أو إحساس بالتقيؤ أو إحساس بالإغماء ونحو ذلك .
    المثال السابع : الخوف من الجلوس مع الآخرين أو التهرب من الزيارات العائلية وغيرها من التجمعات الأخرى ( الرهاب الإجتماعي ) .
    ;يدعو الإنسان بما يسر الله له من الدعوات، مثل أن يقول: (اللهم أعذني من الشيطان، اللهم أجرني من الشيطان، اللهم احفظني من الشيطان، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم احفظني من مكايد الشيطان)، ويكثر من ذكر الله، وقراءة القرآن، ويتعوذ بالله من وسوسة الشيطان الرجيم ولو في الصلاة. وإذا غلب عليه الوسواس في الصلاة شرع له أن ينفث عن يساره (ثلاث مرات)، ويتعوذ بالله من الشيطان ثلاثاً؛ لأنه قد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه شكا إليه عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه ما يجده من الوساوس في الصلاة فأمره أن ينفث عن يساره ثلاث مرات ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وهو في الصلاة، فعل ذلك فذهب عنه ما يجده. والحاصل أن المؤمن والمؤمنة إذا ابتليا بهذا الشيء فعليهما أن يجتهدا في سؤال الله العافية من ذلك، وأن يتعوذا بالله من الشيطان كثيراً ويحرصا على مكافحته في الصلاة وفي غيرها، وإذا توضأ فليجزم أنه توضأ ولا يعيد الوضوء، وإذا صلى يجزم أنه صلى ولا يعيد الصلاة، وكذلك إذا كبر لا يعيد التكبير. مخالفة لعدو الله، وإرغاماً له، ولا ينبغي أن يخضع لوساوسه، بل يجتهد في التعوذ بالله منها، وأن يكون قوياً في حرب عدو الله حتى لا يغلب عليه.
    وبالشفاء انشاء الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً