الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعاني من الخوف والخجل وتوقع المشاكل، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

قرأت لدى موقعكم عن أعراض مرض الرهاب الاجتماعي, ولقد لاحظت أنني أعاني من بعض أعراض هذا المرض, حيث إنني كنت أعاني في فترة الصغر والمراهقة من الخجل، وعدم الثقة بالنفس والخوف من التكلم أمام الناس, لدرجة أنني دخلت الجامعة وتخرجت وكنت أخجل من التكلم في المحاضرات، والتحدث أيضا مع الجنس الآخر.

على العموم؛ بعد عملي في جهاز عسكري -ومن ثم عملي كمدرس- تحسنت كثيرا وقاومت هذا المرض، وأصبح عندي نوع من ثقة في نفسي، وقل عندي الخجل كثيرا في تعاملي مع الناس بشكل عام.

مشكلتي: أنني ما زلت أعاني من حالة القلق والخوف من التعرض للإهانة أو الضرب من الناس بشكل عام, حيث إنني تعرضت للضرب بشكل مهين من أحد الشباب عندما كان عمري 17 سنة؛ علما أنني لم أفعل شيئا لهذا الشاب، فضربت ظلما وأثر هذا الموقف في نفسي حتى الآن, فأنا أشعر بالخوف من مواقف عادية, مثلا أخاف أن أقود سيارة, اخذت الرخصة في عمر متأخر والسبب أنني يأتيني وسواس في نفسي، أي أتعرض لموقف ما خلال سواقتي، ويقوم مثلا شخص ما بضربي أو إهانتي.

مثال آخر: إذا كنت مع أحد أقاربي, أخاف أن يحصل معنا موقف ما مع أحد الناس، وأضطر إلى عمل مشكلة, في المدرسة نتيجة لعملي أتجنب أهالي الطلاب خوفا من تعرضي للإهانة, طبعا أنا لا أظهر هذا الشعور للآخرين من حولي، وأظهر بشكل طبيعي ولكن داخليا تزداد نبضات قلبي كثيرا وأرتجف, ما زلت أيضا أعاني من الخجل في تعاملي مع الناس, أكره نفسي من هذا الاهتزاز, أريد أن أكون قويا جريئا لا أخشى إلا الله سبحانه وتعالى من داخلي, أريد أن أتصرف كأي شخص طبيعي بدون خوف وقلق، لا أريد أن أخاف من مواقف وأمور طبيعية, هذا الشعور جعلني نوعا ما منعزلا عن الناس.

بصراحة: لا أريد الذهاب إلى أخصائي نفسي, أرشدوني ماذا أفعل؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك مشاعر الرهبة ومشاعر الخوف والخجل، لكنك في أرض الواقع تواجه وتتواصل وتتفاعل مع الآخرين، وأعتقد أن وظيفتك كمدرس قد أفادك كثيرًا في هذا السياق.

فإذن حالتك لا أريدك أن تعتبرها رهابًا اجتماعيًا حقيقيًا؛ لأن الرهاب الاجتماعي بجانب أنه أفكار فهو مشاعر وأفعال، من خلاله يتجنب الإنسان تقريبًا كل شيء. نعم لديك مشاعر وربما يكون لديك أفكار، لكني مطمئن تمامًا أنه من حيث الأفعال أداؤك جيد جدًّا -أخي الكريم-، وأريدك أن تبني على هذا الأمر.

أنت ذكرت جُملة مهمة وهي أنك تريد أن تكون قويًّا جريئًا لا تخشى إلا الله سبحانه وتعالى، هذا توجه ممتاز، ويجب أن يكون الركيزة الفكرية التي تنطلق من خلالها لتتخلص من الخوف، وبترسيخ فكرة بسيطة، وهي أن البشر سواسية، وليس هنالك فرق بين الناس إلا بالتقوى، والإنسان هو الإنسان مهما كان شأنه ومهما كان وضعه.

فيا أخي: من خلال ذلك تنطلق، وتفكر على هذا النسق، وتُكثر من التطبيقات، وتطور مهاراتك الاجتماعية، المشاركات الاجتماعية الجماعية دائمًا مفيدة، ونحن ننصح بها الإخوة والأخوات. الرياضة الجماعية وُجد أنها ممتازة جدًّا. الصلاة مع الجماعة، مشاركة الناس في مناسباتهم... هذه وجد أنها تعطي دافعية إيجابية جدًّا للإنسان ليتخلص من كل مخاوفه ومن كل وساوسه.

فسر على هذا الطريق، وأنت رجل -الحمد لله تعالى- لديك إيجابيات كثيرة، كل الذي تحتاجه ألا تتجنب مصادر خوفك، وأعتقد أنك سوف ترتاح كثيرًا إذا تناولت أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، ومنها عقار (فافرين) أعتقد أنه سيكون مناسبًا جدًّا لك، وبجرعة صغيرة جدًّا، وهي أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان محمد حامد

    اللهم اشفنا واشفي جميع مرضي المسلمين والله مرض مزعج جدا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً