الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق الوسواسي والذي جعلني منعزلة عن الناس!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أشكر جهودكم, جعلها الله في ميزان حسناتكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاماً, غير متزوجة, ولدي عدة استفسارات والتي قد تكون ترتبط ببعضها, وسأذكرها باختصار.

منذ سنة ونصف وبعد دخولي للجامعة, تغيرت شخصيتي كثيراً, فقد أصبحت أكثر انطوائية وعصبية وحساسية, وأشعر بالتجاهل والنبذ, وأن لا أحد يتفهمني أبداً، كما انخفض وزني, وقلت شهيتي للأكل، وقبل فترة قصيرة أتتني وساوس بأن الدنيا ستنتهي, وفقدت شهيتي للأكل والمرح والدراسة, وأصبحت أرى طموحاتي الكبيرة تتحطم أمامي, تحولت من فتاة واثقة طموحة لمتشائمة! ولكن والحمد لله تخطيت هذه الوساوس, وتحسنت بشكل كبير.

أما الآن فأنا عصبية جداً أكثر من السابق, ولم أعد أتحمل أبسط الأمور، فأنا أنفعل, وأغضب, وأصرخ لأتفه الأمور، وقد أغلق الباب على نفسي, وأقوم بالصراخ والضرب, وتصل أحيانا لأن أضرب صدري وفخذي, وأضغط قبضة يدي, فتتسارع نبضاتي, ونفسي ينقطع, وتستمر حالة الانفعال مدة, فلا أهدأ بسرعة، ثم أشعر بالندم بعد انفعالاتي.

كما أني متقلبة المزاج كثيرا, متوترة وقلقة, وكثيرة التفكير, ويغلب علي الكدر والعصبية والحيرة, فلا أعلم ما بي, وماذا أريد، ولم أعد أطيق صديقاتي والناس, أشعر بأن لا أحد يفهمني, أو يشعر بي, ولا رغبة لي بمحادثتهم, كما أشعر بالضجر إذا ما اتصل بي أحدهم, أو طلب محادثتي فجأة.

كما أني أصبحت أفكر في الطعام كثيراً, مع ميل لتناول الأشياء الحلوة أكثر بكثير من أنواع الطعام الأخرى، بالرغم من أن كابوس السمنة الذي أخافها جدا مهيمن علي، بالرغم من أني لم أصب بالسمنة قط, ولله الحمد, فوزني 52 كيلوا, وطولي 167 سم، إلا أني أشعر بالضيق بعد تناول كميات من الطعام, وقد ألجأ للتقيؤ عمداً, ثم أحرم نفسي الطعام طويلاً, فأنا أخاف أن أسمن جداً.

نومي متذبذب, أحيانا لا أستطيع النوم جيداً لأيام, وأحيانا أنام طويلاً, وأشعر بالخمول والنعاس أكثر من العادة, وقد تبيّن أني مصابة بالقولون العصبي الذي سبب لي انتفاخا وإمساكا, وأيضاً لدي فقر في الدم, ويلازمني صداع خلف الرأس, يمتد للرقبة, وأحيانا ألم في الكتفين, مع طنين بسيط في الأذن أحياناً.

كيف أتخلص من العصبية والتوتر الزائد, والتفكير في الطعام؟ وهل يمكن أن يكون هناك سبب عضوي؟

ساعدوني؛ فأنا حقاً مشتتة ويائسة جدا.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ d m7md j حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعانين منه هو قلق وسواسي، ولديك أيضًا أعراض جسدية متعددة، أعتقد أنها كلها مرتبطة بحالة القلق التي تعانين منها، أما اضطراب تناول الطعام فيظهر أنه من النوع العصبي البسيط، ولم يصل والحمد لله تعالى إلى ما يعرف بالشراهة للأكل ذات المنشأ العصبي.

ليس لديك بوليميا (Bulimia) حقيقية، وليس لديك (Anorexia) حقيقية كما تُسمى، لكن هذه الأعراض أيضًا يجب أن نضعها في قوالبها الصحيحة ولا نتجاهلها، فهي في نهاية الأمر تدل على عدم استقرارك النفسي, وربما يكون لديك عُسرًا مزاجيًا بسيطًا أيضًا.

لا تنزعجي أيتها الفاضلة الكريمة، هذه كلها أشياء يمكن أن تُعالج، وقد تكون مرتبطة بمرحلتك العمرية، كوني متفائلة، وكوني إيجابية، وحققي أهدافك من خلال وضع الآليات الصحيحة التي توصلك إلى هذا.

مشاركاتك على نطاق الأسرة مهمة جدًّا، لا تكوني إنسانًا هامشيًا أو مُهمّشة، كوني في أسرتك فعّالة وصاحبة مبادرات، وعلى النطاق الشخصي أيضًا اقبلي ذاتك وطوريها وافهميها بصورة أفضل.

إدارة الوقت بصورة حسنة دائمًا فيها خير كثير للإنسان, الحرص على الصلاة في وقتها، لأن الحرص على الصلاة يُشعر بالطمأنينة, ويعلم الإنسان الانضباط، وكذلك يوجه المشاعر توجيهًا إيجابيًا, ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة أيضًا سوف تكون بالنسبة لك ممتازة جدًّا، وكذلك تمارين الاسترخاء.

هذه هي الطريقة التي تتخلصين بها من هذه العصبية والتوتر الزائد, أما التفكير في الطعام فأيضًا يكون من خلال تحقير الفكرة، لكن ربما تحتاجين لعقار يسمى (فلوكستين) ويسمى تجاريًا (بروزاك) هو من الأدوية المتميزة جدًّا لعلاج حالات القلق والتوتر والشعور الوسواسي أو العصبي نحو التفكير في الطعام وتناوله.

فإذن تواصلي مع طبيبتك –طبيبة الأسرة– واشرحي لها الوضع، وما قدمناه من مقترح حول العلاج الدوائي، وبالنسبة للتوجيهات السلوكية التي ذكرناها لك قومي بتطبيقها، لا أعتقد أن لديك أي مرض عضوي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً