الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي بخيل، فهل من علاج سريع له؟

السؤال

السلام عليكم دكتور عبد العليم.

هل يوجد علاج سريع للبخل؟ فأنا تعبت كثيرا من زوجي البخيل، علماً أنه مصاب بالفصام.
أيضاً أخاف من الاكتئاب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جمانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

البخل نعم يعالج من خلال أن يتعلم الإنسان الإيثار، وأن يتعلم عظمة الإنفاق، وفي موضوع زوجك الكريم: انظري إلى الجوانب الإيجابية فيه، وحاولي أن تعظيمها في تفكيرك، فالنظرة الإيجابية تجعلك تساعدينه في تغيير سماته السلبية وهي البخل، وقد تستغربين هل هنالك علاقة بين الاثنين؟ نعم، هنالك علاقة كبيرة جدًّا، الإنسان حين يُحفز من خلال إشعاره بأن مشاعرك إيجابية حياله هذا يساعده كثيرًا، لينصت إليك ويستمع إليك، ومن ثم يمكن أن تعالجي موضوع البخل الذي تحدثت عنه.

والعلاج ليس من الضروري أن يكون سريعًا، ويكون من خلال تعديل السلوك، وأن تحددي أسبقية الأمور، وتساعدي زوجك على تحديد هذه الأسبقيات، كالصرف على المنزل، والصرف على الأولاد، والإنفاق بالبسيط للفقراء والمساكين، والبخيل قاسي القلب لكنه إذا مسح على رأس اليتيم يفرج الله تعالى عنه هذا الانقباض الداخلي، ويجب أن يعرف أن المال هو مال الله، ونحن وكلاء عليه، ويجب أن ننفقه في مرافقه.

هذه هي الطريقة الصحيحة، والتي تساعد زوجك الكريم، فحاولي أن تنتهجي هذه المناهج، وفي ذات الوقت - أيتها الفاضلة الكريمة - دون أن أسيء إلى مشاعرك أود أن أنبهك أيضًا: لا تكوني كثيرة المطالب، والصرف فيما لا يفيد كثيرًا ما يعطي أحد الأطراف الشعور بأن الطرف الآخر بخيل، فانتقلوا إلى منطقة وسطى تلتقيان فيها أنت وزوجك، وحاولي أن تكوني أكثر انضباطًا في موضوع الصرف، وهو يتقدم قليلاً ليكون أكثر تساهلاً في هذا الموضوع.

ذكرت أن زوجك مصابٌ بالفصام -أسأل الله له العافية والشفاء-، فجزاك الله خيرًا على الوقوف بجانبه، وأرجو أن تشجعيه على تناول علاجه، وأشعريه دائمًا بأنه صاحب القوامة، والقوامة هنا لا أقصد أنه الذي يسيطر عليك، إنما هو الذي يحميك، وأنه هو الذي يقف بجانبك، وأنه هو الذي يُسترشد برأيه، وهكذا.

لا تخافي من الاكتئاب أبدًا، فالحياة طيبة، وإن شاء الله تعالى أنت قادرة أن تكمّلي نواقص زوجك، وهو قطعًا سوف يُكمّل نواقصك، وهذا هو المبدأ العظيم: أن تسكني إليه، وأن يسكن إليك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً