الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي تعاني من الحموضة والكحة الشديدة، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم
أشكركم على مجهودكم الرائع.

عندي أمي، الله يطول بعمرها في العمل الصالح، هي بعمر48 سنة، كانت تعاني من الحموضة منذ 10 سنوات، والآن عندها الكحة جافة، ذهبت إلى الطبيب فقال لها: هذه الكحة ليس لها دخل بالرئتين، إنما هي بسبب اتساع في فم المعدة، وبسبب الحموضة، وحين تأكلين تخرج حبات من الطعام إلى المريء فيسبب الكحة.

علم أن لديها انتفاخا في البطن، وغازات وإمساك، مع العلم بأنها عملت تحاليل دم وبراز، والتحاليل سليمة، ولكن يوجد قليل من البكتريا في البراز، أيضا عملت المنظار -والحمد لله- النتيجة سليمة، ومنذ شهر ونصف تقريبا تشعر أمي بالجهة اليسرى أسفل الصدر بشيء من الحكة الحارة!

لا أعرف كيف أوضح، لكن هي تشعر وكأن من ضربها بفلفل حار! قالت ذلك لطبيب ولكن قال لها: يمكن أن يكون شدا عضليا، وأعطاها مرهما خاصا بالشد العضلي، لكن ما نفع، والحقيقة أنا خائف عليها، وإن شاء الله تفهموني وتفيدوني بارك الله فيكم، وتنصحوني ماذا أعمل؟ هل هذا الشيء له علاقة بالقولون؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بشير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

بالنسبة للسعال فإن السبب كما قد تم شرحه لك، بأن من يعاني من فتق في المعدة أو ارتجاع في عصارة المعدة إلى المريء فإنه وخاصة في الليل عند الاستلقاء على الظهر فإن بعض هذه العصارة الحامضة يصل إلى أعلى البلعوم، ويدخل إلى القصبات، مسببا تخريشا في القصبات والتهابا، وهذا يؤدي إلى السعال، والعلاج يكون بتناول مضادات الحموضة يوميا، وخاصة قبل الطعام عند النوم.

أما بالنسبة للإمساك والغازات، وانتفاخ البطن، فهذه أعراض القولون العصبي، وهو ينجم عن اضطراب وظيفي، وليس عضويا في القولون، فينتج عن ذلك انتفاخ وآلام في البطن، مع اضطراب في التبرز من إسهال أو إمساك، والأعراض ناتجة عن زيادة الإحساس بتقلصات، واضطراب في حركة الأمعاء، وتكون كل التحاليل والصور الشعاعية والمنظار طبيعية في هذا المرض.

تتردد الأعراض فتزداد في فترةٍ معينة، وتخف في أخرى أو تزول لفترةٍ معينة وتظهر مرة أخرى فيما بعد، ويلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن في فترات استقرار الحالة النفسية.

من ناحية أخرى فإن الأعراض قد ترتبط بأنواعٍ معينة من الأغذية والأطعمة، كالحليب والبهارات والفلفل والبقوليات، وتختلف من مريض لآخر، ولذا على الوالدة الانتباه إلى الأطعمة فأيها تزيد الأعراض عندها؟

من أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي أنه غالباً ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طول عمره، و تفهّم هذا المرض من قبل المريض تفيده في التأقلم مع هذا المرض، وهي أن هذا المرض ليس عضوياً، ولهذا فإن الفحوصات التي يجريها الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة، وهذا المرض مزمن، وقد يستمر طول العمر، فعليها أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.

مهما طالت مدة المرض، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان ولا إلى غير ذلك.

العلاج هو علاج الأعراض، والابتعاد عن الأمور التي تزيد الأعراض سواء التوتر والقلق أو أطعمة معينة، فعليها أن تتخير الأطعمة التي تراها مريحة بالنسبة لها، ولابد وأنها قد تعرفت على كل الأطعمة التي تزيد الأعراض عندها.

عليها أن تتعلم الاسترخاء فهذا يُساعدها كثيراً فيمكنها تطبيق تمارين الاسترخاء بأن تجلس في مكانٍ هادئ كالغرفة قليلة الإضاءة، وألا تشغل نفسها بأي أمور حياتية، وتفكر في شيء سعيد وجميل، وتغمض عينيها ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً ويجب أن تملأ صدرها بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك تمسك على الهواء قليلاً في صدرها، ثم تخرج الهواء عن طريق الفم ويجب أن تخرجه أيضاً بكل قوة وبكل دقة وبطء، وتكرر هذا التمرين خمس مرات صباحاً وخمس مرات مساءً لمدة أسبوعين أو ثلاثة، وسوف تجد أنه مفيد، والتمارين الرياضية وجد أنها مفيدة - أي نوع من التمارين الرياضية خاصة تمارين المشي أو الجري.

بالنسبة للعلاج الدوائي، فهو (دسباتالين) للتقلصات ثلاث مرات في اليوم مع (دسفلاتيل) للغازات ثلاث مرات في اليوم مع (الموتيفال) لتهدئة الحالة النفسية، وعليها الاستمرار على هذه الأدوية ما دامت الأعراض، وطالما أن الأعراض موجودة فإنه يجب الاستمرار بالدواء حتى تخف الأعراض ثم تبدأ بالتوقف عنها، ويجب العودة إليها متى عادت الأعراض.

بالنسبة للإمساك فإنه يجب أن تكثر من الماء، فهذا يساعد على جعل البراز أكثر ليونة، وكذلك تكثر من الخضروات والسلطات، وتناول التفاح الأخضر صباحا، وإن لم يتحسن الإمساك فيمكن تناول الملينات، مثلagiolax أو نورماكول يوميا.

بعض المرضى يحتاجون المهدئات النفسية أو استشارة طبيب الأمراض النفسية، وكما ذكرت فقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي؛ وفي كثيرٍ من الأحيان تفيد الأدوية المضادة للاكتئاب، والكثير من المرضى تتحسن عندهم الأعراض مع أدوية الاكتئاب مثل الموتيفال أو اللبراكس.

أما بالنسبة للآلام التي تشعر بها في الطرف الأيسر من الصدر فإن كانت سطحية وإحساس بحرقة أو لسع فهذه تكون عادة من الأعصاب، أي من الأعصاب التي تغذي المنطقة بين الأضلاع، فإن كانت قد أصيبت من قبل بالتهاب الجلد بالحزام الناري في هذه المنطقة فقد تحصل آلام عصبية في المنطقة، وتستمر أشهر عديدة.

أما إن كان الشعور بالعضلات أنها مشدودة فقد يحصل شد عضلي في هذه المنطقة نتيجة التعرض للبرودة أو المكيف، أو وضعية معينة لفترة طويلة، ويكون الألم فيها يزداد مع الحركة، وفي وضعيات معينة.

أما إن كانت الآلام تأتي مع الإحساس بحرقة في أسفل الصدر فقد يكون السبب هو ارتجاع حموضة المعدة إلى المريء، فقد يترافق أحيانا مع الشعور بالألم في أسفل الصدر، وحتى فإن بعض الأشخاص يشعرون بالخفقان.

من ناحية أخرى فإن كانت هذه الأعراض تأتي أثناء الجهد، وتترافق مع التعرق وآلام في الكتف الأيسر، وتتحسن بعد الراحة فهذه الآلام قد تشير إلى وجود تضيق في شرايين القلب.

الغازات في أعلى القولون في الجهة اليسرى قد تترافق مع الشعور بآلام في أسفل الصدر في اليسار، فإن كانت الوالدة تشعر بآلام الصدر عندما يكون هناك شعور بالانتفاخ في البطن، ووجود غازات في أعلى البطن فإنها قد تكون السبب في هذا الشعور في أسفل الصدر، وعادة ما تتحسن الأعراض مع تحسن الانتفاخ.

نرجو من الله لها الشفاء والمعافاة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً