الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت أحفظ القرآن، وأقرأ وأستمع عن الأمراض الروحية فأصبت بحالة من الخوف، فهل هذا مرض نفسي؟

السؤال

كنت أقرأ كتبا عن الأمراض الروحية لكثير من المشايخ، وأشرطة وأفلام كلها تخص الأمراض الروحية، مثل: الحسد، والمس، والسحر، وكنت حافظا للقرآن.

وفجأة وأنا أقرأ القرآن أصبح قلبي يضرب بسرعة، وأصابني ضيق تنفس، وتغير صوتي، وبدأت أتخيل أشياء، وصرت خائفا، بدأت أخاف من المشايخ وقراءة القرآن، وأخاف أن أصلي في المسجد.

طبعا ذهبت لمشايخ، وقالوا لي: بك عين، والآن صار لي 15 سنة على هذا الحال، قال لي البعض: إن الذي فيك مرض نفسي.

سؤالي بالنسبة للطب النفسي وعلم النفس: ما اسم هذه الحالة؟ وما هو علاجها، بغض النظر عن الأمراض الروحية، أنا أسأل عن علم النفس فقط، أريد أن أسأل ما الأدوية النفسية التي تعطونها لمثل هذه الحالات؟

مع العلم أني لن أستعمل العلاج من تلقاء نفسي، سوف أذهب لطبيب نفسي، ولكن لا بد أن أعرف هل الذي بي مرض نفسي، وما اسمه، وما هو علاجه الدوائي؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال رسالتك أستطيع أن أقول لك: إنك في الغالب تعاني مما يسمى بـ (قلق المخاوف الوسواسي)، هنالك قلق، هنالك مخاوف، هنالك شيء من الوساوس، وكلها نتجت من التأويلات والأقاويل التي سمعتها من بعض المشايخ، وقطعًا مجتمعنا يشوبه الكثير من الخلل حول مفاهيمنا حول العين والسحر والجن، قطعًا هي حقائق، هذه غيبيات نؤمن بها قطعيًا كمسلمين، لكن بكل أسف هنالك الكثير من التشويهات، وهنالك الكثير من الإضافات المخلة التي لا تقوم على أسس إسلامية صحيحة، أو منطقية.

فيا -أخِي الكريم-: هذا النوع من المحيط العام -أي قصدي ما يُشاع في المجتمع وما يقوله الناس حول الجن والسحر والعين، وارتباط بعض الناس وإسرافهم في الاستماع إلى بعض الأشرطة والمواقع التي تتحدث عن العين والسحر- لا شك أن هنالك شوائب فكرية تُصيب الناس، أعتقد أن الذي حدث لك هو نوع من التماهي مع ما تسمعه، وهذا أدى إلى هذه الحالة.

فيا -أخِي الكريم-: الأمر واضح وجلي، أنت -إن شاء الله تعالى- في حفظ الله وفي رعايته، حافظ على صلاتك في وقتها، وارقِ نفسك، وعليك بتلاوة وردك القرآني، والدعاء والذكر، ويجب أن يكون إيمانك قاطعًا بأن الله خير حافظ، وأنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.

الأمر هنا ينتهى -أخي الكريم- ولا يتحمل أي تفسيرات أخرى أو إضافات أخرى، هذا هو النهج الذي أرى أنه من الضروري أن تنتهجه.

وأمر آخر -أخي الكريم-: لا بد أن تعيش حياة فعالة، الإنسان إذا شغل تفكيره بهذه الأمور التي تدور حول الغيبيات يشرد به التفكير، تتشعب عنده الأمور، تأتيه الهواجس، يكثر عنده حديث النفس، وهذا معطل حقيقي للفكر الإنساني.

فيا أخِي الكريم: الحياة طيبة، وهنالك أشياء جميلة، هنالك إبداعات، هنالك اطلاعات، قراءات ممتازة، هنالك تواصل اجتماعي، هنالك تطوير مهارات، هنالك الصالحات الباقيات -الذكر والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة والصيام-،هذه كلها يجب أن تكون منهجنا وديدننا في هذه الحياة.

أيها -الفاضل الكريم-: قطعًا أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي سوف يفيدك كثيرًا، وأرى أن عقارا يعرف تجاريًا باسم (زولفت) ويعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) سيكون مفيدًا جدًّا، أو أحد الأدوية المشابهة له، وذهابك إلى الطبيب النفسي قطعًا سيكون له وقعًا وأثرًا إيجابيًا جدًّا على صحتك النفسية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على ثقتك في موقعك إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً