الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي شك ووسوسة وأخشى من الآثار الجانبية للأدوية النفسية!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر19 سنة، في الشهر الماضي لم أنم يوما كاملا، بسبب وسوسة الشك في الدين، وكان قلبي ينبض بقوة وسرعة مما جعلني خائفا.

ذهبت إلى أمي الحبيبة المصابة بالاكتئاب، وأخبرتها بحالتي، وأني أخاف ألا أنام، خصوصا أني مقبل على الامتحانات، فقررت أن تعطيني دواءها وهو (زيبام 6ملغ ربع قرص ؛اليڢيار) و(سولپيريدي 50مع ليسانخيا 10مع ؛اتاراخ 25مع ) وأكلتهم دفعة واحدة من دون أكل أي شيء، وذهبت للفراش ونمت.

عند الاستيقاظ في الصباح شعرت بنشاط وذهبت إلى الانترنت وقرأت موضوعكم عن الشك في الدين، وارتاحت نفسي، وفي صباح اليوم التالي قرأت صورة على الفيسبوك تقول: ( لو أن الطبيب النفسي أعطى نفس الدواء لجميع المرض لمات نصفهم) وبث ذلك الرعبَ في نفسي، مع أنني أكلتها مرة واحدة فقط، وعند القيام بالبحث أكثر ما شغلني هو ثأثيرها على الرغبة الجنسية والانتصاب، حتى لو كان محدودا وعندما قمت بمحاولة الانتصاب لاحظتُ أن الانتصاب ضعيف، والرغبة أيضا تجاه الفتيات، مع أنني في الماضي كنت ذا انتصابٍ ورغبةٍ قويةٍ جدا، ولاحظت أيضاً عدم الشعور بالأماكن الجميلة، وعدم القدرة على التأمل، مع أنني كنت من عشاق التأمل، خصوصا البحر وغروب الشمس، ولم أعد أيضا أشعر بالوقت.

كما أحس أن ذكائي ضعف، وأنني لست مثل الآخرين، فقررت الذهاب لطبيب نفسي، وقد أخبرته بالقصة، وقال: إنني أعاني فقط من بعض الشك، وأعطاني (سئچيتاپ 5مع) حبة بعد الفطور و(ستريسام 50مع) حبة بعد الفطور، وبعد العشاء، وما زلت أعاني من نفس الأعراض السابقة وأكثر، خصوصا عندما علمت أن الدواء الذي وصف لي له نفس الأعراض الجانبية، علما أني أكره الكيماويات كثيرا، وأخاف أن تؤثر هذه الأدوية على دماغي، أرجو منكم أن الإفادة.
وشكرا على مجهودكم الجبار، وجعله الله في ميزان حسانتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من قلق وسواسي بسيط، والقلق الوسواسي يؤدي إلى المخاوف في كثير من الأحيان، فأنت لديك مخاوف حول مقدراتك الجنسية، ولديك مخاوف حول الأدوية، فيجب أن تتعامل مع نفسك كإنسان طبيعي جدًّا.

موضوع الجنس هو غريزة طبيعية موجودة عند الإنسان، والإنسان يجب ألا يختبر نفسه من خلال تقدير حجم الانتصاب أو الرغبة في الفتيات، هذا الكلام ليس صحيحًا أبدًا، وليس أمرًا جيدًا وليس أمرًا حميدًا.

أنت -الحمد لله تعالى- شاب طبيعي، عادي، تعامل مع نفسك على هذا الأساس، ويجب أن تنقل تفكيرك إلى أمور أحسن وأطيب وأفيد: كالتركيز على دراستك، والتمتع بالحياة وجمالها، وممارسة الرياضة، وبر والديك، والحرص على الصلاة في وقتها مع الجماعة، وتلاوة القرآن؛ هذه هي الأشياء التي تخرج الإنسان من النطاق الضيق، وهو نطاق القلق الوسواسي.

فيما يخص الأدوية، وهل لها آثار جانبية؟ هذه ثابتة، وفي جميع الأدوية، حتى البنادول والأسبرين، الذي نأخذه بدون أي وصفة طبية له آثار جانبية.

الأمر الآخر –وهو المهم– الآثار السُّمِّيَّة للدواء، فالأدوية لها آثار سمية مضرة، وهنالك أدوية لها صفات إدمانية أيضًا، هذه معلومة وليست مهمة كثيرًا، لكن المهم أن نعرف أن هنالك آثار جانبية للدواء وهنالك آثار سُمّية.

الذي نخاف منه هو الآثار السمية، والآثار السمية لا تأتي إلا إذا تجاوز الإنسان جرعة الدواء أو تناوله مع دواء آخر بصورة غير صحيحة.

أما بالنسبة للآثار الجانبية فهي طبيعية، حتى إن بعض علماء النفس يقولون: إن الدواء الذي ليس له آثار جانبية ليس له آثار فعالية، يعني أنه غير مفيد. فيجب أن نميز بين الاثنين، ونفرق بين الاثنين.

الدواء الذي يصفه لك الطبيب بالجرعة الصحيحة وللمدة المعلومة حتى لو حدثت منه آثار جانبية فهو ليس له آثار سمّية. أنت تناولت بعض الأدوية من والدتك – حفظها الله – وهذا خطأ، لأنك تناولت أدوية متعددة وجرعها ليست صحيحة، والحمد لله تعالى أن هذا الموضوع قد انتهى على خير، وما حدث لك قد حدث، لكن لا تُقدم على ذلك مرة أخرى، وإذا كانت هناك حاجة للدواء، فالدواء يجب أن يصفه الطبيب، وبجرعة معلومة، ولمدة محددة أيضًا.

أنت الآن مع الطبيب، وهذا أمر جيد، والطبيب قال لك أنك تعاني من بعض الشكوك. أعتقد الذي قصده هو شكوك وسواسية وليست شكوكًا ذهانية، يعني أنت لا تعاني من مرض عقلي أو مرض ذهاني أو شيء من هذا القبيل، إذاً: هي مجرد شكوك وسواسية، والأدوية التي اختارها لك الطبيب سليمة - إن شاء الله تعالى – فأرجو أن تتواصل معه، ولا تتخوف أبدًا من الآثار الجانبية ما دمت مبتعد تمامًا عن الجرعات الخطأ والجرعات السميَّة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً