الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت ضعيفة أمام أفكاري ووساوسي.. ساعدوني.

السؤال

السلام عليكم..



أتمنى أن تريحوا فكري الذي لا ينقطع ثانية، تعبت من الوسواس عن الذات الإلهية حتى أصبحت كثيرة النوم لكي أهرب من الفكر الذي يأتيني، وأخاف أن الله سيعذبني بها، أصبحت أكره الحياة، أكرهها بشكل لا تتصورونه بسبب هذه الأفكار؛ فقد أثرت على وزني وشكلي، وحتى عبادتي، وأنا لا أريد أن أخسر الدنيا والآخرة، وأحب أن تأخذوا مشكلتي على محمل الجد، أصبحت ضعيفة أمام أفكاري ووساوسي، خاصة عن ربي وأنا أخاف جدًا؛ لأني لا أستطيع الاحتمال أكثر، أرجوكم؛ لأني أجد أحتياجًا للراحة، ولو لثانية ساعدوني، فقد تعبت نفسيًا وفكريًا، وأتمنى أن تدعون لي بالشفاء العاجل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم مثل هذا النوع من الوساوس المؤلمة يأتي للطيبين والأفاضل والصالحين والصالحات - إن شاء الله تعالى – فقد اشتكى أحد الصحابة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقال: (يا رسول الله، والله لزوال السموات والأرض خير لي من أن أقول ما يأتيني في نفسي)، أو كما قال، كان هذا هو الوسواس، فطمأنه الرسول - صلى الله عليه وسلم – مُشيرًا إلى أن ذلك من صميم الإيمان، ومن صريح الإيمان، وأنه حمد الله أن رد كيد هذا العدو إلى الوسوسة.

فأبشري أيتها الفاضلة الكريمة، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: هذا النوع من الوسواس نحذر من مناقشته؛ لأنه يستدرج الإنسان ويزيد من استحواذه.

فإذًا حقري الفكرة الوسواسية، قولي لها (أنت فكرة حقيرة، لن أناقشك أبدًا) واصرفي انتباهك بفعل ما هو مضاد.

النقطة المهمة والضرورية جدًّا هي العلاج الدوائي، هذا النوع من الوسواس يستجيب للعلاج الدوائي بصورة ممتازة، وهذا أُثبت تمامًا، حيث إن وساوس الأفكار استجابتها أفضل من وساوس الأفعال فيما يخص فعالية الأدوية، لكن يجب أن يكون هنالك التزام قاطع بجرعة الدواء، والمدة العلاجية المطلوبة، وألا تستكيني للوسواس؛ لأن الوسواس ربما يستدرجك ويملي عليك أفكارًا سخيفة كمثل (ما علاقة الدواء بالوسواس؟ هذه الأدوية تسبب الإدمان، هذه الأدوية لا تفيد) وهكذا.

فإذًا الدواء مهم، وما ذكرته لك من توجيهات سلوكية بسيطة مهمة، وإن استطعت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا هو الأفضل، وإن لم تستطيعي أعتقد أن عقارا يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) – وهو متوفر في المملكة – سيكون دواء مناسبًا جدًّا لك، والجرعة هي أن تبدئي بحبة واحدة، تتناولينها ليلاً – وقوة الحبة خمسين مليجرامًا -.

ربما يحدث لك شيء من النعاس البسيط، أو الاسترخاء البسيط، هذا يظل ثلاثة إلى أربعة أيام، بعد ذلك يختفي، فلا تنزعجي لهذا العرض الجانبي.

استمري على جرعة الحبة ليلاً لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين ليلاً – أي مائة مليجرام – وهذه هي الجرعة العلاجية في حالتك، استمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم اجعليها نصف حبة لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

يتميز هذا الدواء بأنه سليم، غير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، أحد آثاره الجانبية هو أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن؛ لأنه يسبب بعض الشراهة لتناول الحلويات، وهذا بالطبع أمر يمكن للإنسان أن يتحكم فيه متى ما عرف أنه أحد الآثار الجانبية المعروفة.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية هناء

    اششكركككم على الرد مع انكم تأخرتو كثيرا ف اتمنى لكم كل خير د-محمد عبدالعليم شكرا جزيلا لك .، جزاك ربي كل خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً