الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من النزيف أثناء الدورة الشهرية، فهل هناك حل دوائي لها؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا امرأة متزوجة، عمري 39 سنة، قصتي بدأت منذ 6 سنوات بعد إنجابي لطفلي الثالث، حيث بدأت أعاني، من دورة شهرية غزيرة تستمر لمدة عشرة أيام، منها أربعة أيام نزيف متواصل، مع قطع متجلطة، وأوجاع شديدة، مع العلم أنها منتظمة وتأتي في موعدها، وأتناول أثناءها مضادات النزف، والمسكنات، ومضاد الالتهاب غير ستروئيدي، مع مقويات الحديد، وكلها لا تخفف من أعراض ونزيف الدورة.

وعند مراجعتي طبيبي الذي أجرى لي عمليات الولادة القيصرية الثلاث، أكد لي خلو رحمي من أية أمراض، وأن حجمه طبيعي في تصوير الايكو، وطلب مني إجراء تحاليل الدم والغدة الدرقية، وكانت النتائج كلها سليمة، لذلك شخص الطبيب على أن سبب الدورة الغزيرة يعود لاضطراب هرموني دون طلبه لأي تحاليل هرمونية، ووصف لي أدوية منع الحمل التي كان لها أثرا سلبيا بسبب آثارها الجانبية، ولم أستطع الاستمرار عليها، لذلك وصف لي دواء هرمونيا هو الدوفاستون في ال15 يوم الأخيرة من الدورة، وأخذت الدواء لمدة ثلاثة أشهر دون فائدة.

لذلك قرر الطبيب أن الحل الأخير لي هو إما الحمل، أو استئصال الرحم، وأن أي علاج آخر (كورتاج، تجريف ...) غير مجدي.

لذلك أرجو التوضيح، هل يوجد حل دوائي لهذه المشكلة، أم أن الحل الجراحي هو الحل الأفضل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كان من الأفضل لو أرسلت لي بنتائج التحاليل الهرمونية -إن كانت متوافرة لديك- للاطلاع عليها، وإفادتك بشكل أفضل.

ويجب التأكد من أن هذه التحاليل كانت شاملة، وليست فقط للغدة الدرقية، وذلك قبل وصف أي علاج.

لذلك فإنني أرى بأنه من الأفضل الآن إعادة التحاليل الهرمونية ثانية وبشكل شامل، وذلك كنوع من الاحتياط، ويجب أن يتم عملها في ثاني أو ثالث يوم من الدورة الشهرية، وفي الصباح وهذه التحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3-T4-PROLACTIN-DHEAS

فإن تبين بأن التحاليل سليمة تماما، وكان تصوير الرحم طبيعيا، فهنا أنصح بأن يتم عمل تنظير للحوض، مع إجراء عملية تنظيف للرحم خلال التنظير، من أجل التأكد من عدم وجود أي مرض في الحوض مثل الالتهابات، أو البطانة الرحمية المهاجرة، وأيضا من أجل فحص خلايا بطانة الرحم بعد التنظيف، ونفي احتمال وجود ضخامة في البطانة.

فإن تم عمل كل ما سبق، وتبين بأن كل شيء طبيعيا، فالاحتمال الغالب لغزارة الدورة هو أن يكون لديك حالة تسمى: ب(الادينوميوزز)، وهي حالة تشبه مرض (البطانة الرحمية الهاجرة)، ولكن البطانة هنا تتوضع في داخل جدار الرحم بالذات، فتجعل الدورة غزيرة ومؤلمة، وهنا الخيار سيكون لك، وهو:

-إن كنت غير راغبة بإنجاب أطفال بعد الآن:
فيمكن اللجوء إلى عمل كي لبطانة الرحم بالحرارة أو بالكشط أو بالليزر، وذلك عن طريق منظار خاص بالرحم، أو يمكن اللجوء مباشرة إلى استئصال الرحم كاملا.

- وإن كنت ما تزالين راغبة بحدوث الحمل، أو كنت لا ترغبين باستئصال الرحم:
فإن العلاج المثالي هنا هو بتركيب لولب هرموني مثل نوع (ميرينا) وليس لولبا عاديا، فمثل هذا النوع من اللوالب الهرمونية سيؤدي إلى تقليل كمية النزف خلال الدورة، وهو بنفس الوقت سيعالج ولو بشكل جزئي حالة ( الادينوميوزز) في الرحم إن وجدت، وإن قررت الحمل فيما بعد، فيمكن إزالة اللولب، والخصوبة لن تتأثر -بإذن الله تعالى-.

إذا ما أؤكد عليه ثانية قبل اختيار طريقة العلاج هو:

1- هو ضرورة إعادة التحاليل الهرمونية كاملة، للتأكد أكثر، ولكشف أي تغير من الممكن أن يكون قد حدث فيها خلال هذه الفترة.

2- ضرورة عمل تنظير للحوض، مع عمل تجريف للرحم، وفحص عينة من بطانة الرحم في المختبر النسجي، وهذا أمر هام جدا، ويجب عدم إهماله.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً