الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالخوف من البنات والتعلق بهن، وذلك من بعد ما فقدت صديقات الثانوية.

السؤال

السلام عليكم ..

بدأت مشكلتي بعد فراق صديقاتي وأعز صديقة، علما أني كنت أعيش أحلى لحظات حياتي في الثانوية، لكن بعدما تخرجت مكثت فترة لم تطل حتى بدأت أفقد الصديقات واحدة تلو الأخرى، بدأت وكأني أخاف من البنات أو بدأت اشمئز منهن عموما.

حتى أني لم أكمل الكلية؛ خوفا من أن أتعلق بهن، ويفعلن مثلما فعلت صديقاتي.

لكن مشكلتي بدأت تكبر، لم أخرج من البيت منذ شهر، أجلس لوحدي، وإذا اضطررت للخروج يبدأ الخوف بي عند النظر للبنات، وأخاف منهن، ولا أخرج لوحدي.

هل هذه المشكلة معقدة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الاخت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا.

طبعا لا أحتاج أن أقول: إنك إن كنت ترين هذه مشكلة فهي مشكلة طالما أنك ترينها مشكلة، ولذلك كتبت إلينا.

والذي فهمته من سؤالك أنك فقدت صديقتك لأنك بدأت بالابتعاد عنهن خوفا من التعلق بهن، والخوف من أشياء أخرى قد تحدث لو أنك بقيت على تواصل معهن، وأن هذا التجنب استمر حتى وصلت إلى مرحلة لا تخرجين فيها من البيت، وأنك لا تخرجين بمفردك.

والذي شعرت به من سؤالك أن الحالة الموجودة عندك هي حالة من الرهاب أو الخوف من القيام بعمل ما وهو التواصل مع صديقاتك، ولعل هذا الخوف قد وصل لحدّ الوسواس القهري والذي تشعرين أن عليك اتباعه من دون رغبة منك.

وإذا كان هذا التشخصي صحيحا؛ فيفيد أن تدركي أن هذا الخوف هو مجرد خوف نفسي غير منطقي، ومعظم المخاوف والرهاب هي غير منطقية، والشخص يدرك أن خوفه غير مُبرر إلا أنه لا يستطيع أن يتجاهله.

وربما أمامك طريقان للحل:

الأول هو: أن تقومي من نفسك بالتوقف عن التجنب و"الهروب" من المواقف التي تخافين منها أو تقلقين عليها، وهي مرافقة صاحباتك، وإنما مخالطتهن والتعامل معهن، لتدركي من جديد كيف أن التعامل معهن لن يسبب كارثة أو ما يزعجك، ولتعودي للحياة الطبيعية والتي وصفتها بأنها "أحلى لحظات حياتك".

والطريقة الثانية: إن صعب عليك فعل ما ورد في الطريقة الأولى فقومي بزيارة عيادة الطبيب النفسي ليقوم بأخذ القصة كاملة، والقيام باختبار الأعراض المختلفة التي أشرت لبعضها، ليصل من بعدها للتشخيص الدقيق ومن ثم العلاج المناسب، سواء كان العلاج النفسي أو الدوائي.

والذي يُطمئن على الاحتمال الكبير للتعافي وتجاوز هذه الحالة أمران:
الأول: طبيعة هذه الصعوبة النفسية، وهي عادة قابلة للحل والعلاج.
والثاني: أنك منذ مدة شهر فقط بدأت تجلسين في البيت ولا تخرجين، فأرجو أن لا تتأخري بمراجعة عيادة الطبيب النفسي؛ لأنه كلما تأخرت وكلما طال الأمر، كلما صعب من بعد ذلك الحل والعلاج.

وفقك الله، وكتب لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً