الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد أن أقيم عرسا إسلاميا أتجنب فيه منكرات الأعراس، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم.

بداية: جزاكم الله عنا خير الجزاء.

بفضل الله قمت بخطبة فتاة أظنها من الصالحات ذات الدين، وأسأل الله أن تكون كذلك، وتناقشنا في (وجود محرم لها) عن إقامة (فرح) عرس إسلامي، مع عدم الاختلاط بين الرجال والنساء، وعند بحثي عن محظورات الأفراح الإسلامية، وجدت بعض الأمور الهامة، ألا وهي:

أولا: التصوير سواء للرجال أو النساء، وهذا أعتقد أنه يسهل إذا قمت بعمل (فرح) إسلامي.

ثانيا: لا شك أنه ليس كل من سأقوم بدعوتهم إلى (الفرح) ملتزمون، فمنهم من سيأتي ومعه زوجته أو بنته أو أخته وهي متبرجة، وأنا أعلم ذلك، فلا أريد أن أقوم بعمل (فرح) حتى لا أكون سببا في خروجهم من بيوتهم بهذا الشكل من التبرج، ووضع الزينة و(البرفانات)، وفي نفس الوقت لا أستطيع عدم دعوتهم إذا قمت بعمل (فرح)؛ لأن منهم خالي وعمي وابن خالي وابن عمي، وهكذا.

ثالثا: أريد أن أقوم بعمل العقد في المسجد مع البناء؛ للتقليل من هذه المحظورات، فما رأيكم في هذا الأمر؟

وكذلك: ما هي السنة في العقد؟ هل العقد مع البناء في يوم واحد، أم العقد أولا ثم البناء في وقت لاحق؟ وإن كان ليس هناك نص من السنة؛ فماذا تفضلون أنتم.. العقد مع البناء أم ماذا؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يسعدك وأن يكمل لك مشروع الزواج على خير، وهنيئاً لكم بهذه النية الصالحة، وهذا الاتفاق الرائع، والبداية بالطاعات لها أثر كبير على مسيرة الحياة الزوجية، فنسأل الله أن يسعدكم ويرزقكم الذرية الصالحة، هو ولي ذلك والقادر عليه.

ونحب أن نؤكد أنه لا مانع من أن تدعو الجميع ليفرحوا من أخوال وأعمام وجيران وغيرهم، ولكن تستطيعوا أن تخصصوا مكانا للنساء، فالمدعو سيأتي بزوجته لكن الزوجة سوف تذهب إلى مكان النساء، والرجل سيذهب إلى أماكن الرجال.

وأرجو أن تحاولوا وتجتهدوا في أن تباعدوا دائماً بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال؛ بقدر جهدكم وطاقتكم.

أما بالنسبة لمراسيم العقد: لا مانع من أن يكون العقد في المسجد، وبعده مباشرة يتغدى الناس وتأخذ الزوجة ثم تنصرف بها إلى بيتك، أو أي مكان مهيّأ تبدأ فيه حياتك الزوجية، ونتمنى أيضاً أن يتفهم الناس هذا، وأرجو أن تجد من الدعاة والعقلاء والفضلاء من يعينك على تأصيل هذه الفكرة حتى يتأسى الناس بك، وحتى تجد من يبين لهم ما هو الصواب الذي ينبغي أن يسير عليه الناس، فإن الناس اعتادوا الخطأ حتى أصبح عندهم كأنه هو الصواب.

لذلك يحتاج الأمر إلى تهيئة نفسية لك ولها ولأهل الطرفين، من أنكم ستُقيموا هذا الفرح على مقتضى الشرع، وليس معنى ذلك أنكم لا تريدون الفرح، ولا تريدون الناس، لكن طاعة الله أغلى، طاعة الله أعلى، وكلما كانت المراسيم مختصرة كلما كان الدخول سريعا، والمسافة بين العقد وبين إكمال المراسيم سريعة، فإن هذا أقرب للمعنى الشرعي وأقرب للتيسير الذي نريده أن يشيع بين الناس، حتى تختفي هذه التعقيدات التي سببت إشكالات كبيرة للشباب.

فاجعلوا من نيتكم أيضاً أن تكونوا أسوة وقدوة للآخرين.

ونسأل الله أن يعينكم وأن يبارك عليكما ويجمع بينكما على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً