الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر حدوث الحمل لدي وتنزل مني إفرازات، فهل لها علاقة ببعضها؟

السؤال

السلام عليكم.

لي تقريباً سنة متزوجة، وعمري (34) سنة، ولم يحدث حمل بسبب ارتفاع هرمون الحليب لدي، عملت أشعة تلفزيونية للرحم، والمبيضان سليمان -والحمد لله-، وصفت لي الطبيبة حبوب تنظيم الدورة لمدة شهرين (بريملوت إن) وطلبت مني الاستشارية التوقف عن استخدامها وعمل تحاليل جديدة للهرمون، والنتيجة أيضاً مرتفعة.

وصفت لي (دوستنيكس) حبة مرتين في الأسبوع، والدورة متأخرة أكثر من شهرين، في نفس اليوم الذي تناولت فيه أول حبة من الدواء، نزل عندي إفراز أبيض متكتل، وحصل جماع في نفس الليلة، وبعد الجماع أحسست بألم أسفل البطن، ونزول إفراز مائي مائل للوردي، وخيوط رفيعة جداً من الدم، ثم توقف باقي اليوم، وفي الليلة الثانية أيضاً حصل جماع، ونزل في الصباح إفراز مائي فقط وتوقف، وفي نفس الليلة نزل دم قليل جداً، وظننت أنها الدورة، ولكن لم تستمر في النزول، وتوقف تماماً، وما زلت أحس بألم أسفل البطن الجهة اليمنى، وألم في الثدي، مع حكة أحياناً.

على ماذا تدل هذه الأعراض؟ وما هي مشكلتي بالضبط؟ أرجو إفادتي، ولكم مني كل الحب والتقدير، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ كراميل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوزن الزائد والسمنة تعتبر سبباً رئيسياً من أسباب حالة التكيس على المبايض، وهي حالة لا تستطيع فيها البويضات الخروج من تحت جدار المبيض السميك، وتتحوصل بالداخل، مما يؤدي إلى ضعف التبويض، وبالتالي اضطراب في الهرمونات، وتأخر الدورة الشهرية وعدم انتظامها، ومع هذه الحالة من التكيس يحدث ارتفاع في هرمون الحليب، وهرمون الذكورة، وهذا يؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية، وظهور الشعر في الوجه والذقن والبطن والصدر، وحب الشباب.

عدم نزول الدورة الشهرية مدة طويلة يشير إلى مشكلة في الأعضاء المسؤولة عن نزولها، وهي الغدة النخامية التي تفرز هرمون (FSH) الذي يساعد على نمو البويضات، حتى النضوج، وهرمون (LH) الذي يساعد على تفجير البويضة وخروجها من جرابها، بالإضافة إلى هرمون الحليب (Prolactin) والذي عند ارتفاعه يمنع التبويض، ويمنع الدورة الشهرية.

كذلك فإن كسل الغدة الدرقية من الأمور التي يجب البحث عنها وعلاجها، وبالتالي يجب تحليل وظائف الغدة الدرقية (TSH FREE T4) وفي حالة تشخيص الكسل يجب أخذ العلاج المناسب.

هناك هرمونات تفرز من جراب البويضة، أحدها (استروجين) الذي يبني بطانة الرحم، وهرمون (بروجيستيرون) الذي يكمل بناء البطانة، ويجعلها جاهزة إما للحمل أو لنزول الدورة الشهرية المنتظمة.

يجب عمل التحاليل التالية، ولكن بعد التزام البرنامج الدوائي والغذائي لمدة (6) شهور على الأقل، حتى تنتظم الدورة الشهرية، وهذه التحاليل هي: (-DHEA -- FSH - LH -- PROLACTIN- ESTROGEN -TESTOSTERONE) ثاني أيام الدورة، ثم إجراء فحص هرمون (PROGESTERONE) في اليوم (21) من بداية الدورة، وعمل سونار على المبايض والرحم، وعرض نتائج التحاليل والأشعة على الطبيبة المعالجة لتقييم الموقف.

الغرض من هذا البرنامج العلاجي والغذائي علاج مشكلة التكيس، وإنقاص الوزن، لأن إنقاص الوزن عنصر أساسي في العلاج، وذلك من خلال عمل حمية غذائية جيدة، وأكل الأطعمة ذات السعرات الحرارية القليلة، خصوصاً الحبوب، مثل: الشوفان والقمح، والفول النابت، وتلبينة الشعير المطحون، وهذه الحبوب تعطي الإحساس بالشبع، بخلاف الحلويات والسكريات التي لا تعطي الإحساس بالشبع مطلقاً، وكذلك تعطي الحبوب الفيتامينات والألياف المطلوبة لعلاج الإمساك، وتقوية الدم، هذا بالإضافة إلى ممارسة الرياضة التي تحرق الدهون الزائدة في جسم الإنسان، والإكثار من السلطات والدجاج والسمك المشوي.

كذلك من المهم تناول حبوب منع الحمل وتنظيم الدورة (ياسمين) لعدة شهور، ومع انتهاء الشريط عليك الانتظار حتى تنزل الدورة، ثم البدء في الشريط الذي يليه، ولإعادة التوازن الهرموني يمكنك تناول حبوب دوفاستون أقراص (Duphaston 10mg) وهي هرمون بروجيستيرون صناعي، تؤخذ قرص واحد يومياً من اليوم (16) من بداية الدورة، وحتى اليوم (26) من بدايتها، ثم تتوقفين حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة (3-6) شهور أخرى، حسب انتظام الدورة الشهرية.

مع الاستمرار في تناول دواء (Dostinex 0.25 mg) قرص مرتين أسبوعياً، حتى ينتظم هرمون الحليب، ويصل إلى الصفر في ثلاثة تحاليل متتالية، وذلك تحت إشراف الطبيبة المعالجة، مع المداومة على تناول حليب الصويا، والإكثار من الفواكه والخضروات وشرب أعشاب البردقوش والمرمية، وهي تغلي مثل الشاي، وتشرب مرتين يومياً.

الإفرازات البيضاء المتكتلة أو مثل قطع الجبن المفروم، هي التهابات فطرية، وقد تحدث التهابات بكتيرية في نفس الوقت، مع الالتهابات الفطرية.

لعلاج الالتهابات البكتيرية يمكن تناول أقراص ميترونيدازوال (فلاجيل 500MG) ثلاث مرات يومياً لمدة أسبوع، ويمكن تكرار العلاج مرة أخرى للحصول على نتائج جيدة، ولعلاج الالتهابات الفطرية يمكن وضع تحاميل (gyni-pevaryl 150 mg) تحميلة واحدة يومياً، في الفرج، لمدة ثلاث ليال متتالية، وتناول كبسولة واحدة من كبسولات ديفلوكين (diflucan 150 mg) ويجب على الزوج أيضاً تناول أقراص فلاجيل، وكبسولة ديفلوكين مثلك تماماً؛ لأن العدوى تحدث بين الأزواج، وذلك لضمان الشفاء التام.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً