الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سخونة في جسدي ورعشة في صوتي عند المواجهة.. كيف أتخلص من هذه الرهبة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم لثلاثة أبناء، عمري 34 سنة، أعاني من الرهاب الاجتماعي، وبدأت تظهر أعراضه عليّ عندما كنت في السنة الثانية في كلية الهندسة، وكان عمري 22 سنة.

والأعراض التي تظهر علي هي تسارع ضربات القلب بشدة وبقوة، ورعشة في صوتي، ويدي، وتعرق شديد، وسخونة في جسدي، وصعوبة في التنفس، وهذه الأعراض تظهر عندما أصلي إمامًا بالنساء، أو في حلقات القرآن، أو في الحوارات العادية عندما أبدي رأيي في أمر ما، وكثير من المواقف الأخرى، والتي يلاحظها من حولي من الناس.

أنا أعتبر نفسي نشأت في أسرة مستقرة جدًا، وكنت جريئة، وأقدم فقرات في إذاعة المدرسة عندما كنت صغيرة، ولم تكن عندي هذه المشكلة.

الرجاء مساعدتي، فهذه المشكلة صعبت علي حياتي كثيرًا، أنا الآن في فترة الرضاعة، وابنتي عمرها 9 أشهر.

وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم سالم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

مشكلتك أختي الكريمة يكمن حلها في المواجهة، وعدم الانسحاب من هذه المواقف حتى تزيد ثقتك في نفسك، وبالتالي يهون الأمر -إن شاء الله- إليك بعض النصائح والإرشادات التي نتمنى أن تفيدك:

1- قومي بتعديد صفاتك الإيجابية، وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتيها وقرأتيها يومياً، فأنت محتاجة لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية، ويدعمها ويثني عليها، والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان، أو الأخوات، أو الصديقات.

2- لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظري إلى من هم أقل منك، واحمدي الله على نعمه، وتذكري أنك مؤهلة للوظائف التي تؤدينها.

3- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكري أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم، ولا يتقن صنعته.

4- مارسي تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي وعند اللزوم، وستجدين تفاصيلها في الاستشارة رقم: 2136015.

5- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي الرغبة في بلوغ الكمال – سرعة التسليم بالهزيمة – التأثر السلبي بنجاح الآخرين – التلهف إلى الحب والعطف – الحساسية الفائقة – افتقاد روح الفكاهة.

6- حاولي أن تضعي لك برنامجاً تدريبياً يومياً تقومين فيه بتحضير مادة معينة، أو درس معين، وقومي بإلقائه في غرفةٍ خالية ليس بها أحد، أو بها من تألفينهم، ولاحظي على نفسك التغيرات التي تحدث لك في كل مرة، وقومي بتسجيلها، أو تسجيل درجة القلق والتوتر التي تشعرين بها في كل مرة، واجعلي لها مقياسًا من (1 إلى 10)، حيث إن الدرجة عشرة هي أعلى درجات القلق، ثم اجتهدي في كل مرة أن تخفضي هذه الدرجة إلى أقل ما يمكن لاستعادة الثقة بالنفس، وبالتالي التغلب على المشكلات.

7- موضوع إمامة المصلين؛ فبما أنك كلفت بالصلاة، يعني ذلك أنك جديرة بالمهمة، فأبشري هذا -إن شاء الله- خير لك، واعتبريه واجباً دينيا، فابتغي به وجه الله تعالى، واصرفي النظر عن ملاحظة المخلوقين، واتجهي إلى مراقبة الخالق أثناء الصلاة، ويمكنك تطبيق هذه الخطوات:

أ‌- قراءة الآيات التي تنوين تلاوتها في الصلاة قبل وقت الصلاة، وحبذا مرجعة المعاني والتفسير، والقصة التي وردت فيها لكي تتمعنيها، وتتدبريها أثناء الصلاة.

ب‌- اكتفي بالقدر اليسير من الآيات في بداية الأمر، وتدرجي قليلاً قليلاً في الأيام التالية، وتذكري أن الإطالة في تلاوة الآيات ليست من أركان ولا سنن الصلاة.

ج‌- خذي نفساً عميقاً في البداية قبل تلاوة الآيات، واسترخي حتى تتمكني من إخراج الصوت بطريقة مريحة، وليس المطلوب منك رفع الصوت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً