الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بضعف في شخصيتي وأن الآخرين أفضل مني، فما علاج ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من توتر شديد، وعدم ثقة بالنفس؛ حيث إني دائما أحس بضعف شخصيتي عندما أكون بحضرة أشخاص كثراً موجودين بالمكان، أحس دائما أنهم أفضل مني.

أخاف من الانتقاد وعدم تقبل الآخرين لي، دائما أحس أن الذي أمامي لا يرغب بي، حتى إذا تكلمت بأمر أقوله بالمختصر المفيد (برؤوس الأقلام)؛ حتى لا يمل الشخص الذي أمامي مني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ توته حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الثقة بموقعنا، وعلى الكتابة إلينا.

ربما ما يجمع كل هذه الجوانب التي وردت في سؤالك هو (ثقتك بنفسك وتقديرك لها)، وما يسمى: "self-esteem"؛ حيث إن من علامات نجاح الإنسان سواء في حياته الخاصة أو في علاقاته مع الناس، وفي علاقته بنفسه، أن يكون لديه قدر جيد من تقدير ذاته واحترامه لها.

ويصاب تقدير الذات أحيانا بما يضعفه وينقصه عندما يمرّ الإنسان بتجربة سلبية أو غير سعيدة النهاية، ولكن يُقال: إن العيب ليس في أن يقع الإنسان، وإنما في أن لا يستطيع النهوض من كبوته هذه.

ومن الملاحظ من خلال سؤالك أنك في حالة نفسية لا تتذكرين معها أو ترين إلا الأمور السلبية، وهذا أيضا بسبب ضعف الثقة بالنفس.

أريد منك وخلال الأسابيع القادمة أن تتقصدي تذكر الإيجابيات في حياتك، ولابد أنه يوجد منها الكثير، بالرغم من عدم تصديقك الآن لهذا بسبب الحالة النفسية التي أنت فيها، نحن كثيرا ما نسجن أنفسنا في أفكار ومعتقدات عن أنفسنا بأننا مثلا: نتحلى بصفات معينة، أو أن عندنا الخجل من الآخرين، وتأتي عادة هذه الأفكار من مواقف الناس معنا، ومن كلامهم عنا، وخاصة في طفولتنا، فقد يقولون عنا مثلا: أن عندنا خجلا أو ترددا أو ضعف الثقة في أنفسنا؛ فإذا بنا نحمل هذه الأفكار والمعتقدات على أنها مسلمات غير قابلة للتغيير أو التعديل.

وقد تمر سنوات قبل أن نكتشف بأننا ظلمنا أنفسنا بتقبل وحمل هذه الأفكار كل هذه السنين، والمؤسف أن الإنسان قد يعيش كل حياته، ولا يحرر نفسه من هذه الأفكار! لا بد لكِ وقبل أي شيء آخر أن تبدئي بحب هذه النفس التي بين جنبيك، وأن تتقبليها كما هي، فإذا لم تتقبليها أنت فكيف للآخرين أن يتقبلوها؟!

مارسي عملك بهمة ونشاط، ارعي نفسك بكل جوانبها، وخاصة نمط الحياة: من صلاة وعلاقة مع الله، ومن التغذية، والنوم، والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بأنماط الحياة، واعطي نفسكِ بعض الوقت لتبدئي بتقدير نفسك وشخصيتك، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك.

حاولي الاختلاط بالناس، وعدم تجنب اللقاء بهم، فهذا التجنب لا يزيد الخجل والارتباك إلا شدة.

من المحتمل أن تخف عندك مثل هذه الأفكار من تلقاء نفسها، وخاصة من خلال اقتحام المواقف التي ترتبكين فيها، أو تشعرين معها بضعف الثقة في النفس كما في نطاق الحديث مع الناس، وإذا طال الحال أو اشتدت هذه الأعراض؛ فقد يفيد مراجعة طبيب أو أخصائي نفسي، ممن يمكن أن يقدم لك العلاج النفسي، أو حتى الدوائي لما تعانيه، وإن كنت أعتقد بأن ستتمكنين من تدارك الأمر من تلقاء نفسك.

أريدك أن تستيقظي غدا مع يوم جديد، وليكن صباح الغد هو صباح ولادتك من جديد، متذكرة تلك الفتاة التي كنت إياها في الماضي، فأنت أدرى الناس بها، ابدئي يومك بالصلاة، ومن ثم التواصل مع أسرتك، ومن بعدها الخروج من البيت في فعل عمل كنت تفكرين بالقيام به منذ مدة، مهما كان هذا العمل كبيرا أو صغيرا، وهكذا تنبيني ثقتنا بأنفسنا من خلال العمل والإنجاز، والنجاح ولو الصغير يؤدي إلى نجاح أكبر منه.

وفقك الله ويسر أمرك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول محمد

    اولا شكرآ لحل مسعلتي وربنا يزيد في اعماركم كي تنقذو ناس مشاكلهم
    ويزيد من علمكم ويجزبكم الله بسعادة في دارين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً