الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعود الشخص قوي الذاكرة بعد ترك العادة؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 31 سنة، مشكلتي مع العادة السرية متكررة، فأنا أتركها أسبوعا أو شهرا ثم أرجع إليها؛ أرجع إليها عندما يضعف إيماني، أصبحت مشتت الذهن، فقدت سرعة الحفظ والفهم، لا أستطيع أن أتحدث مع الناس من الخجل، وقد ضعف أدائي في عملي، فقررت أن أتخلى عنها التي سببت لي هذه المشاكل.

سؤالي: هل بعد ترك العادة سأتمكن من الحفظ والفهم، ويزول التشتت الذهني والسهو، والسرحان في العمل؟ ماذا تنصحوني؟ رحمكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نفس الإنسان كثيرًا ما تكون هشَّة، وقد يجد الإنسان نفسه في مثل ما أنت عليه من عدم القدرة على التحكم في شهوات النفس، والسقوط في الهفوات التي قطعًا هي مُخلة جدًّا بسلوك الشخص، والشخص الذي لديه قيم ذاتية عالية لا بد أن يحس بالذنب، مثل حالتك أنت كنت تقع في هذه الهفوات فيما يتعلق بالعادة السرية وتصفح الإنترنت، وبعد ذلك يأتيك شيء من الندم، لكن الذي أود أن أؤكده لك أنه لم يكن لديك العزيمة الصارمة، هنالك عزيمة قوية، وهنالك عزيمة صارمة، وهنالك لا عزيمة.

فيا أخي الكريم: الإنسان إذا كان صارمًا مع نفسه يستطيع أن يكبح جماحها، ويستطيع أن يؤدبها، والنفس يجب أن تؤدب.

أنا سعيد جدًّا أنك قررت أن تتخلى عن العادة السرية، وأنا أؤكد لك أن هذا سوف يكون مفتاح فرج كبير جدًّا بالنسبة لك؛ لأن نفسك اللوامة هذه والتي أقنعتك بالبعد عن هذه الممارسة القبيحة سوف تنقلك -إن شاء الله تعالى- لمرحلة الطمأنينة، وحين تطمئن قطعًا سوف يتحسن التركيز لديك، سوف ينشرح صدرك، وسوف تنظر إلى الحياة بصورة إيجابية.

فيا أخي الكريم: أقدم على التخلي عن هذه السلوكيات السلبية، وعليك أن تندم على ما سبق؛ لأن الندم يساعدك كثيرًا في تثبيت توبتك، وفي ذات الوقت كن مستبشرًا، ديننا الإسلامي هو دين الأمل والرجاء، فتشبث بالأمل والرجاء، واسع لأن تطور نفسك عن طريق: القراءة، الالتزام بالعبادات.

أخي الكريم: أفرحني جدًّا في خانة الوظيفة أنك عامل، أنك تعمل، وهذا شيء مفرح؛ لأن العمل أيضًا هو وسيلة من وسائل تأهيل النفس وتطوير مهاراتها، فيا أخي: طوّر نفسك على الصعيد الاجتماعي من خلال الإكثار من التواصل، وعلى صعيد العمل، واحرص تمامًا على بر أرحامك وأقاربك وقطعًا والديك يجب أن يكون لهما الأفضلية في ذلك.

فأرجو مخلصًا أن تتبع هذا المنهج التربوي والسلوكي الإيجابي، والرياضة سوف تساعدك كثيرًا في تحسين التركيز، والنوم المبكر أيضًا مطلوب، والتوازن الغذائي نراه أمرًا جيدًا لتثبيت وتحسين وتطوير الصحة النفسية والجسدية، فاحرص على ذلك.

وأرى أيضًا أنه سيكون من الجيد أن نصف لك دواءً بسيطًا جدًّا، يحسِّن إيقاعات الدماغ عندك؛ بأن يزيل القلق والتوتر، والشوائب التي تؤدي إلى السرحان وسوء التركيز، الدواء يعرف باسم (دوجماتيل) ويسمى علميًا (سلبرايد)، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة، وقوة الكبسولة خمسون مليجرامًا، تناولها ليلاً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها كبسولة صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء، هو دواء بسيط وغير إدماني وغير تعودي، وفي معظم الدول لا يحتاج لوصفة طبية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً