الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضمور في الخصية وأتابع الأفلام الإباحية

السؤال

السلام عليكم

أرجو الإجابة من الناحية الدينية والطبية خصوصا، أنا بعمر 27 عاما، عندي الخصية اليسرى أصبحت ضامرة، وصغيرة جدا جدا، وفاقدة لوظيفتها تماما، ولا أريد أن أستأصلها، فهل يوجد ضرر من ذلك؟

أعلم أن النظر إلى النساء حرام، ولكن لا بد أن أنظر إلى النساء، حيث أن عملي يعتمد على البيع، فهل لا بد لي إذا نظرت إلى النساء أن يكون نظري بشهوة، سواء كانت المرأة مثيرة أم غير مثيرة؟ حتى لا يصيبني برود جنسي حاليا أو مستقبلا، سواء تزوجت أم لم أتزوج، وحتى لا تكون النساء بالنسبة لي كأمي أو أختي، فقد لا يحدث لي إثارة، وبذلك لن تكون عندي شهوة ناحية النساء، هل الحل هو أن أغض بصري عن النساء إطلاقا؟ وهذا قد يكون مستحيلا، أو أن نظرت إليهن نظر شهوة؟

أنا أتابع الأفلام الإباحية، فهل هذا معناه أنني إن تزوجت أو لم أتزوج سوف أصاب بالبرود الجنسي، لأنه له آثار لا بد لي أن أرى مناظر أخرى غير التي تعودت عليها.

وبالله التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أمر الخصية الضامرة يحتاج لتوضيح، وتأكيد من خلال عمل فحص للسائل المنوي، والهرمونات، وهي:
-FSH, LH
-Testosterone
-CASA مع عمل أشعة تليفزيونية على الخصية.
في حال ضمور الخصية، وكونها موجودة خارج البطن في كيس الصفن، فلا مشكلة في تركها، وعدم استئصالها.

إطلاق البصر من المحرمات، ولتعلم -أخي الفاضل- أن في كل أمر منهي عنه يكون الخير، والسعادة للإنسان في تركه، وليس في فعله، وأقرأ قول الحق سبحانه وتعالي:
"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" ذلك أزكى لهم، وبالتالي الأصل هو غض البصر وليس النظر بشهوة كما ذكرت.

مشاهدة الأفلام الجنسية تورث الهم والحزن، وتؤثر سلباً بعد ذلك على الزواج، وعلى الاستمتاع مع الزوجة، نتيجة التعود على مشاهد بعينها، وطرق إثارة شاذة وغريبة تؤثر سلباً في الاستمتاع مع الزوجة بالطرق العادية الطبيعية.

والله الموفق.
------------------------------------------------------
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران -استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة-،
وتليها إجابة الشيخ / موافي عزب -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
-----------------------------------------------------
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

بخصوص أسئلتك التي وردت في رسالتك، فلقد أجابك الأخ الدكتور فيما يتعلق بقضية الخصية، وأعتقد أنها مسألة طبية، وهو قال لك أنه لا حرج في بقائها ولا يلزم استئصالها، ولعل الله تبارك وتعالى أن يُصلح ما بها من عطب أو خلل أو تُوجد لها علاجًا إذا كانت تحتاج إلى علاج.

فيما يتعلق بقضية النظر إلى النساء، فإن كثرة النظر للنساء تؤدي إلى فقدانك الرغبة في زوجتك، لأنك ستقارن بينها وبين غيرها من النساء، ولعلك تجد في بعض الزبائن اللواتي يدخلن عندك جمالاً أكثر من زوجتك فتتحسر، وتشعر بنوع من الندامة (أين كان هذا القمر عندما كنت أبحث عن زوجة بدلاً من هذه العجوز الشمطاء أو هذه الإنسانة العادية التي لا تُثير فيَّ غرائزي أو تحرك فيَّ شهوتي).

أخطر شيء على الحياة الزوجية واستقرارها إنما هو النظر إلى النساء، ولذلك لن تستمع بحياتك (حقيقة) مع زوجتك إلا إذا كنت غاضًا لبصرك مطلقًا، سواء كان النظر بشهوة أو بغير شهوة، واجعل النظر في حدود مصلحة العمل فقط، وحاول أن تقاوم الرغبة في ذلك، لأن إكثار النظر – كما ذكرت لك – سيؤدي إلى وقوعك في مشاكل نفسية، وقد يؤدي إلى فقدان ثقتك في زوجتك ونفورك منها، لأنك من كثرة النظر سترى ما هو أجمل منها أحيانًا، وقد يكون جسمها أفضل من جسم زوجتك، فتظل في حيرة وبركان لا ينتهي.

أما إذا غضضت بصرك عن الحرام فأنت راضٍ بما قدره الله تبارك وتعالى لك، وستكون في قمة السعادة، ولديك قناعة بأن زوجتك هي أفضل امرأة في هذا العالم، لأنك اخترتها بنفسك وإرادتك.

لذلك أنصحك بالتوقف تمامًا عن النظر إلى الحرام، لأن هذا سيضرك ضررًا بليغًا فيما يتعلق بعلاقتك مع زوجتك، ناهيك عما حرمه الله تبارك وتعالى عليك، فإن الله ما حرمه إلا لأن فيه ضرر، والنبي - صلى الله عليه وسلم – أخبرنا أن من غض بصره عمَّا حرم الله رزقه الله حلاوة يجد حلاوتها يوم يلقاه، وأيضًا أخبرنا بقوله أن من ملأ عينه مما حرم الله ملأ الله عينه من جمر جهنم يوم القيامة.

عليك أخِي الفاضل (نبيل) بالتوقف نهائيًا عن النظر إلا في مصلحة العمل فقط، وإذا ما زيَّن لك الشيطان النظر إلى المرأة لغير مصلحة العمل فاستعذ بالله تعالى، وحاول أن تصرف بصرك حتى يحفظك الله ويحفظ عرضك، واعلم أنك إن أطلت النظر إلى نساء المسلمين سيسلط الله على امرأتك من ينظر إليها ومن يشتهيها كما تفعل أنت مع غيرها من اللواتي لا يجوز لك النظر إليهنَّ.

هل الحل أن تغض بصرك عن النساء إطلاقًا؟ .. أقول لك نعم، هذا هو الحل الكبير حقيقة، ولا حل لك إلا هو، وهذا أمر الله تعالى، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} ما النتيجة {ذلك أزكى لهم} لماذا؟ {إن الله خبير بما يصنعون} فيجب الخوف ومراقبة الله تعالى والعلم بأن الله يرى، وأنه قادر على أن يخطف الأبصار ويسلب النعم.

تقول: لأنك تخاف أن يكون النساء بالنسبة لك كأمك أو أختك فقد لا تحدث لك إثارة، أقول لك: هذا على العكس تمامًا، العكس تمامًا والصحيح، ففعلاً أن كثرة النظر تؤدي إلى فقدان الرغبة في زوجتك كما ذكرت لك، والزهد فيها، مما يعكر صفو حياتك، وقد يؤدي إلى خراب البيت لا قدر الله.

تقول بأنك تتابع الأفلام الإباحية، هل هذا معناه إن تزوجت أو لم تتزوج أنك سوف تُصاب بالبرود الجنسي، ولكن لكي تُثار لا بد أن ترى مناظر أخرى لم تتعود عليها؟ أقول لك - أخي الكريم الفاضل – إن متابعة الأفلام الإباحية سيؤدي إلى نفس المشكلة، لأنك ستشعر بأن زوجتك لا تستطيع أن تقوم بتصرفات المرأة التي أمامك في هذه الصور المحرمة، لأن هذه مجموعة من الساقطات مستأجرات بمبالغ معينة، وهذه معظمها مسلطة إلى شباب المسلمين مع الأسف الشديد، وكذلك أيضًا المرأة عندما تنظر لرجل وهو يمارس الجنس في الأفلام الإباحية ترى أنه أقوى من زوجها، ولذلك أنت أحيانًا قد ترى بعض الأفراد – كما يذكر – أنه قد يستمر في الجماع نصف ساعة، ولا يوجد رجلاً طبيعيًا عنده القدرة على ذلك إذا كان رجلاً عفيفًا، فإذًا هي تُفسد عليك (حقيقة) حياتك، وتُفسد عليك زوجتك، وتُفسد عليك علاقتك بها، وعلاقتك بربك سبحانه وتعالى.

أتمنى أن تأخذ قرارًا بالتوقف عن ذلك كله، وأن تكون إنسانًا طبيعيًا كأي إنسان، انظر إلى والدك، وانظر إلى أعمامك وعماتك وأخوالك وخالاتك، كانوا يعيشون حياة طبيعية، لم تكن هذه الأمراض قد جددت، وكانوا أسعد ما يكونوا، وكانوا يعيشون أمنًا وأمانًا واستقرارًا، أما هذه الأشياء التي دخلت علينا أفسدت العلاقة ما بين الرجل والمرأة، بل وقد أدت بالمرأة إلى الانحراف والبحث عن بديل لزوجها رغم أنها تعيش تحته لأنها لا تقتنع به، لأنه إمكانياته ضعيفة بالمقارنة لما تشاهده في الأفلام الإباحية، والرجل كذلك.

عليك أن تترك ذلك كله حياءً من الله، وأبشر بفرج من الله قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً