الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم أعد أحسن التعامل مع القلق والهم والوساوس كما كنت من قبل.

السؤال

السلام عليكم

في البداية أشكر جهودكم المبذولة لما تقدمونه من خدمة، وأسأل الله أن يكون في ميزان حسناتكم.

في الواقع أنا عانيت من نوبات هلع قبل سنتين، وأخذت دواء سبرام عشرين، بمعدل حبتين في اليوم، وتدريجيا من قبل مختص، -والحمد لله- مرت سنتان ورجعت لوضعي السابق، لكن كان عندي اضطراب قبل النوم وساوس، وأنام بصعوبة، إلا أني أجدها أعراضا طبيعية، ففكرت قبل 4 شهور في سحب العلاج بالتدريج، -والحمد لله- سحبته، وكانت حبة ونصف في اليوم، حبة صباحا ونصف مساءً.

توجهت إلى موقعكم، وكتبت استشارة، دلني أحد الدكاترة من موقعكم على خطة كاملة لسحب العلاج، وطلب مني شراء بروزاك، لكن لم يتسن لي ذلك، وأجد صعوبة من الناحية المادية، فقررت سحبه بدون بروزاك، فكنت آخذ أول شهر حبة ونصف وثاني شهر حبة في اليوم، والشهر الذي بعده نصف حبة في اليوم.

الآن في الشهر الرابع، وآخذ نصف حبة يوما بعد يوم، لكن لا أعلم ما الذي حصل لي، رجعت أعراض الهلع لمدة أسابيع ثم اختفت، ثم شعرت بصداع واختفى، وبعدها أشعر باضطرابات متعددة وخمول قوي، وأشعر أني أريد النوم بعد النوم!

أشعر بقلق أحيانا، وأحيانا أشعر بحزن وهم ووساوس خفيفة، لكن أشعر أن الحياة مالها طعم، وكل شيء كنت أحبه اختفت حلاوته، كنت في سابق عهدي أتعالج إن أصابني وسواس، وألجأ إلى التنفيس عن نفسي من خلال التقنيات المتوفرة، مثل اللعب وغيره، والصلاة وما إلى ذلك، أما الآن حتى لو فعلتها لا أجد أني أستمتع.

لو كانت هناك بداية علاجية جديدة فأنا مستعد، لأني سمعت أن السبرام غير جيد، وله آثار انسحابية.

هذا ما لدي، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت بالفعل انتهجت المبدأ التدريجي في سحب السبرام، ولكن بالرغم من ذلك حدثت لك بعض الأعراض الجانبية التي أراها كأعراض انسحابية جزئية، وفي ذات الوقت ربما تكون رجعت لك بعض أعراض المرض.

الذي أراه الآن هو أن تجعل جرعة السبرام عشرين مليجرامًا – أي حبة يوميًا كما كان سابقًا – تستمر على ذلك لمدة ثلاثة أشهر، وهذا ليس تأخيرًا حقيقيًا في عملية سحب الدواء، إنما هو نوع من الترتيب الضروري، حتى لا تشعر بالأعراض الانسحابية، وبعد مضي ثلاثة أشهر اجعل الدواء نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم نصف حبة مرة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذه طريقة لسحب هذا الدواء، والطريقة التي أفضلها كما ذكرتها لك مسبقًا هي إضافة البروزاك، البروزاك دواء رائع، لأنه يحمل إفرازات ثانوية تظل في دم الإنسان لمدة أسبوع على الأقل بعد التوقف عن الدواء، مما يجعل هذا الدواء مجردًا وبصفة تامة من أي أعراض انسحابية.

بالنسبة للعلاجات الجديدة: لا أعتقد أنك في حاجة لذلك، أنت قررت أن تسحب السبرام، لأن مدة العلاج قد تكون كافية، فأرى أنه من الأفضل أن تسير على طريق سحب الدواء، وبعد ذلك – لا قدر الله – إذا عاودتك الأعراض بصورة شديدة فالأدوية كثيرة ومتوفرة، ولا توجد أي مشكلة.

السبرام نفسه له شقيق متميز يعرف باسم (إستالوبرام) ويسمى تجاريًا (سبرالكس) هو الشقيق الأصغر للسبرام، لكن فعاليته أكبر، حيث إن فعاليته ممتازة جدًّا، فهذا قد يكون بديلاً إذا احتجت له في المستقبل، كما أن عقار فافرين جيد، وكذلك عقار زولفت جيد، والسيمبالتا ممتاز، الخيارات الحمد لله كثيرة جدًّا، لكن لا تشغل نفسك الآن بأفكار متداخلة هنا وهناك، سر على طريق سحب الدواء بالطريقة التي ذكرتها لك، وأسأل الله أن يعافيك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً