الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعبت من وسواس المرض، وأفكر بالانفصال من المدرسة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعبت من حالتي، فأنا أعاني من وسواس المرض منذ 4 سنوات، أي منذ أن كنت في الصف السادس، والآن أنا في الثالث المتوسط، وليس عندي ثقة بنفسي أبدا، وأخاف من الناس اللذين لا أعرفهم، ولا أحب المدرسة، عشان لأني لا أفعل ما أريد، ولا أضحك، ولست جريئة، ولكن في البيت أضحك، ولا أفكر إلا بالمرض، فأنا بعمر الزهور وأحلى أيام عمري لماذا تضيع في الاكتئاب؟ أريد أن أضحك وأخالط الناس، أريد أن أعيش مراهقتي ولكن بحدود وبرضا الله، أرجو الرد علي، فأنا في بعض الأحيان أفكر بالانفصال من المدرسة وتضييع مستقبلي.

مشكلتي أني أعاني من رهاب اجتماعي، ولا يوجد لدي شخصية، وأخجل من الناس، أتمنى أن أقول رأيي ولكن أخجل من ذلك، ولكني البيت أضحك، أنا محتاجة لأحد يرد علي، أبحث عمن ينصحني، أرجو الرد لأني أرسلت قبل ذلك ولم أجد ردا.

أتمنى أن أنفصل من الدراسة، ولكن أبي يرفض، أحتاج لمن يوجهني، أتمنى أن أقول لأبي بأني أريد الذهاب لدكتور نفسي، ولكني أعرف بأنه سيرفض، وسيقول خرافات، أريد أن أعيش مراهقتي من دو ألم.

ليس عندي بعد الله إلا أنتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الفاضلة الكريمة: لا أريدك أبدًا أن تلصقي بنفسك هذه التشخيصات التي تتحدثين عنها، وهي أنك مصابة بالوسواس القهري، ومصابة بالرهاب الاجتماعي، ومصابة بالاكتئاب، هذا خطأ جسيم، لا تُطلقي هذه المسميات على نفسك، وإذا قرأت أو اطلعت على ما يُكتب حول الأمراض النفسية؛ وكانت لديك أعراض بسيطة من هنا وهناك، فهذا لا يعني أبدًا أن تشخصي نفسك؛ لأن هذا أكبر مرض، الإنسان في عمرك هذا يقول أنه مكتئب أو أنه موسوس أو أنه مصاب بالرهاب الاجتماعي، هذه مشكلة كبيرة من وجهة نظري.

فعليك أن تزيلي هذه الأفكار، وأن تعتبري نفسك شابة مسلمة عادية متطلعة تمر بتغيرات مفهومة في حياتها مرتبطة بالعمر، لأن هنالك تغيرات في الهرمونات، تغيرات في الهوية، تغيرات في التوائم والتكيف مع الحياة، وهذه دائمًا تكون عابرة وقصيرة المدى، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: الدراسة مسؤولية شخصية، والنجاح لا يأتي إلا بالمثابرة والاجتهاد، والكتب لن تأتي إليك وتقول لك: (اقرئيني) لا، أنت التي من ستذهب إليها، وتنصتي في الحصص جيدًا، وتنظمي وقتك، وتحسّي بقيمة التعليم.

أيتها الفاضلة الكريمة: وصية من أبٍ لبنته: أعظم شيء يمكن أن يكتسبه الإنسان في حياته هو الدين والعلم، قال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} فأمامك فرصة عظيمة جدًّا أن تبني نفسك بناءً صحيحًا.

وزعي الوقت، نظميه، رتبيه، وسوف تجدين نفسك -إن شاء الله تعالى– أصبحت أكثر محبة للدراسة، ومن يحب الدراسة ويواظب ويجتهد لا شك أنه سينجح -بإذن الله تعالى-.

ثالثًا: لا بد أن تكون لك أنشطة ومساهمات داخل الأسرة، وبر الوالدين يجعل الإنسان ناجحًا في حياته.

رابعًا: عليك بالصحبة الطيبة، كوني صاحبة علاقات اجتماعية متميزة مع الصالحات من البنات في عمرك، صاحبات التفكير السليم، المتدينات، المجتهدات في دراستهنَّ. النماذج الطيبة هذه مطلوبة جدًّا كقدوة لنا في الحياة.

لا أعتقد أنك تحتاجين لعلاج دوائي، غير أن هذه النقاط الأربعة التي ذكرتها لك هي الأمور المطلوبة، فاتبعيها والتزمي بها، وهذا هو علاجك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً