الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من صراع نفسي وإحباط وعزلةٍ وانطوائية.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني جدا من صراع نفسي وإحباط، وربما اكتئاب، وأصبحت انطوائية بعد أن كنت اجتماعية، وقليلة الكلام والاحتكاك بأسرتي وأقاربي وصديقاتي، أبكي فجأة، وأغضب لأتفه الأمور.

كنت أمتلك هوايات عديدة، وأستمتع بها، حاولت وحاولت أن أرجع لها لكن فشلت، ولم أتقن عملي كالسابق، وأحسست بإحباط شديد.

كنت أمتلك طاقات وهمة عالية جدا، وفجأة سقطت وفشلت، ولم أعد الإنسانة التي يشار لها بالبنان، وأهدافي بالحياة ضاعت وأحلامي ماتت، وشعرت أن ليس لي فائدة في هذه الحياة.

أنا بعمر 26 سنة، منذ 5 سنين حصلت لي 3 تجارب فسخ عقد ولمرتين طلقت، ولم يقدر لي التوفيق بعد، وكل هذا حصل لي بعد الطلاق الأخير، وفجأة أصبحت مصدر ألم لأسرتي، أصبحت عصبية جدا، لا أتقبل أي نصيحة منهم أو كلام، انعزالية وسريعة الفوران، وأحسست أن كل من حولي كلهم أعدائي وضدي.

الحمد لله أنا قريبة من الله بصلاتي ودعائي واستغفاري، ومتفائلة أن الغد أجمل بإذن الله، ولكن الإحباط والغضب ما زال يلازمني، فوجهوني وانصحوني، عسى ولعل أن أرجع مثل ما كنت سابقاً وأفضل.

جزاكم الله عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الفاضلة الكريمة نعم هنالك إحباط في حياتك، ومشاعر سلبية واضحة جداً، وأنا أنظر للأمور من ناحية عميقة بعض الشيء بالفعل قناعاتك قوية جداً أنك في الغالب تعانين من اكتئاب نفسي، الاكتئاب ليس من الضروري أن يأتين في صورته الواضحة المعروفة والمعهودة أحزاناً مطبقة واضطراباً في النوم واضطراباً في الأكل وانحصاراً اجتماعياً، الاكتئاب يأتي في صور مثل ما عبرت عنه من مشاعر، وأعتقد أنك سوف تستفيدين كثيراً من الأدوية المضادة للاكتئاب النفسي، بل دواء واحد مع شيء من السعي للتواؤم والتكيف مع ظروفك الاجتماعية بصورة أفضل، وأن تكوني أكثر فاعلية وهذا يتأتى من خلال الإصرار على التفاؤل مهما كانت السلبيات وأنت بفضل الله تعالى محافظة على صلاتك ودعائك وتلاوة القرآن، هذه مثبتات ومعززاتنا ودوافع نحو السمو إن شاء الله تعالى وإراحة النفس، فهنيئاً لك بهذا ولا شك أن تفاؤلك نحو المستقبل هو جوهر أساسي سوف يحسن لديك الدافعية، كل الذي أرجوه أن تتخذي خطوات عملية تحسنين من خلالها إدارة وقتك، وترتبي نفسك، وتسعي بالفعل أن تكون حياتك مليئة بالإيجابيات، وهذا ممكن وما حدث من طلاق أسأل الله تعالى أن يصلح أمرك وأن يأتيك ما هو أفضل مما فاتك.

أكرر مرة أخرى أن تناول أحد الأدوية المضادة للاكتئاب سوف يساعدك كثيراً، هذه الأدوية كثيرة ولو تواصلت مع طبيب نفسي أو حتى طبيب عمومي يمكن أن يصف لك أحد هذه الأدوية مثل عقار سيرترالين مثلاً والذي يعرف باسم زولفت، أيضاً أعتقد أنه من المهم جداً أن تضعي خطة معينة لتنخرطي مثلاً في برنامج تدريبي لحفظ القرآن الكريم، وهو شيء واضح المعالم ويمكن الوصول إليه ويمكن تحقيقه في فترة زمنية معروفة، هذا النوع من التركيز الجوهري يساعد الإنسان ليكون عملياً في تطبيقه لخططه المستقبلية مما يحسن كثيراً الدافعية ويزيل الاكتئاب النفسي إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً