الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل اضطراب الهرمونات يسبب التكيسات أم العكس؟

السؤال

السلام عليكم

هل اضطراب الهرمونات يسبب التكيسات؟ أم أن التكيسات تسبب اضطرابا في الهرمونات؟ أرجو الشرح بالتفصيل، وهل زيادة هرمون الذكورة تؤدي إلى زيادة الشهوة الجنسية لدى الفتاة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية القصة تبدأ من السمنة التي تؤدي إلى ارتفاع هرمون الأنسولين في الدم، مع عدم مقدرته على العمل الجيد في حرق وتخزين السكر، وبسبب ارتفاع نسبة هرمون الأنسولين وزيادة مقاومة الخلايا لعمله، يرتفع مستوى هرمون الذكورة لدى الفتيات، مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب، وظهور الشعر في بعض مناطق من جسم الفتاة، مثل: الذقن والبطن والصدر، ولكن لا علاقة لهرمون الذكورة بزيادة النشاط أو الرغبة الجنسية لدى الفتيات.

ويرتفع كذلك مستوى هرمون الحليب عن معدله الطبيعي، والذي بدوره يؤثر على الهرمونات المحفزة للمبايض FSH & LH التي تفرز من الغدة النخامية، فيمتنع التبويض ويختل الوازن الهرموني، وتتأخر الدورة الشهرية ويتأخر الحمل.

هذه الحالة تؤدي إلى زيادة سمك جدار المبايض، وتحوصل البويضات داخلها لعدم مقدرتها على الخروج، وهذا يسمى التكيس، والذي بدوره يؤدي إلى الخلل الهرموني وعدم انتظام الدورة الشهرية وتأخر الحمل، والاضطراب يعني خللا في التوازن الهرموني بين الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية، وهي هرمون أستروجين الذي ترتفع نسبته قبل التبويض، وهو مسؤول عن بداية بناء بطانة الرحم، وهرمون بروجيستيرون الذي ترتفع نسبته بعد التبويض، وهو مسؤول عن إكمال بناء بطانة الرحم ليسمح للبويضة المخصبة بالتعشيش داخل الرحم، أو يسمح لنزول دورة شهرية منتظمة في حالة عدم حدوث حمل.

وطالما أن ذلك التوازن مختل بسبب ضعف التبويض، أو التكيس على المبايض، أو وجود أكياس وظيفية، فإن العلاج يكمن في إعادة التوازن الهرموني، وبالتالي إعادة تنظيم الدورة، وذلك من خلال تناول حبوب منع الحمل ياسمين لمدة 3 شهور، يوميا قرص واحد حتى انتهاء الشريط، ثم التوقف حتى تنزل الدورة الشهرية، وإعادة تناول الشريط التالي، ثم تناول حبوب دوفاستون التي لا تمنع التبويض، وجرعتها 10 مج تؤخذ يوميا من يوم 16 من بداية الدورة حتى يوم 26 من بدايتها، وذلك لمدة 3 شهور أخرى.

كما أن هناك بعض المكملات الغذائية قد تفيد في إمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية، وقد تقلل من مستوى هرمون الذكورة الذي يرتفع مع التكيس مثل total fertility، ويمكنك أيضا تناول حبوب فوليك أسيد 5 مج، وفيتامين د حقنة واحدة 600000 وحدة دولية في العضل لتقوية العظام وحمايتها من مرض الهشاشة فيما بعد.

وكذلك يجب الاهتمام في الفترة القادمة بأكل الفواكه والخضروات بشكل يومي، وشرب شاي أعشاب البردقوش والمرامية، ومغلي مطحون الشعير ويعرف بالتلبينة النبوية، وحليب الصويا، كل ذلك يساعد -إن شاء الله- في تحسن التبويض وتنظيم الدورة الشهرية، وهناك إجراء جراحي يتم بمعرفة أطباء جراحة النساء والتوليد، وهو تثقيب المبايض بالمنظار للسماح للبويضات بالخروج، ونتائج هذه العملية جيدة -إن شاء الله-.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً