الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التوتر والغضب وأكره نفسي بعد سلامي على محششين

السؤال

السلام عليكم.

أنا بعمر 23 سنة وبضعة أشهر، عشت حياتي كلها بخير وسلام، كنت البشوش وسط أصدقائي، ونكهة المجلس، ما اشتكيت يوما من مرض نفسي أو اضطراب أو كآبة.

قبل 9 شهور بالضبط في عيد الفطر السابق، علما أني قبل شهر رمضان ما كنت أعاني من شيء إطلاقاً، وبدأت من العيد عيد الفطر في الصباح، تأنقت للعيد وذهبت للصلاة وانتهيت منها، وذهبت مع أصحابي للفطور، وأنا راجع للبيت مررت بجماعة من أبناء حارتنا، وللأسف كانوا يتعاطون الحشيش، فسلمت عليهم واجب العيد.

علما أني والله لا أتعاطى حشيشا أو مسكرا أو مخدرا، شممت الريحة منهم وأحسست بهبوط، وجاءني شعور غريب أني سوف أفقد عقلي والعياذ بالله، بسبب الريحة!

مر شهر وأنا تعبان ومكتئب، وبعد الشهر الثاني ذهب كل شيء كأن لم يكن، ولكن تعود الفكرة فقط دون آثار، مثل الكآبة وضيق التنفس، وحين تأتي الفكرة أتعب وأغضب على حالي، لماذا؟ وما هذا الشيء رعاكم الله؟

درست علم النفس، وتخرجت تكنلوجيا المعلومات IT، وعندي طموح، أضحك وأتمشى وألعب وأكثر من الرياضة، والفكرة هذه عالقة في عقلي، وصرت أغضب وأكره نفسي.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم خفف على نفسك وهون عليها، فنفسك الطيبة اللوامة اللطيفة الكريمة هي التي جعلتك تحس بهذه الحسرة، وهي أنك مررت بمن يتعاطون الحشيش، وبالرغم من أنك لم تتعاطه لكن قطعاً رائحتها الكريهة هبت على نفسك وأثرت عليها.

أيها الفاضل الكريم، أنت لا ذنب لك في هذا الأمر، وهو قد انتهى، وقد انطوى، وليس له أي تأثير الحمد لله الذي حماك من أن تقع تحت تأثير هؤلاء، ونسأل الله تعالى لهم الهداية والمغفرة والرشد.

أيها الفاضل الكريم عش حياتك بقوة بثبات، واسع لتطوير نفسك من الناحية المعرفية، ومن ناحية المهارات، وأمامك فرصة كبيرة لأن تطور مقدرات في تكنولوجيا المعلومات وغيرها من العلوم المكتسبة، وأنت الحمد لله تعالى، رياضي، من الواضح أيضاً أنك تحسن التواصل الاجتماعي، إذاً كن متفائلاً، وكل الذي تحتاجه هو أن تكون أكثر ثقة في نفسك، ولا توسوس حول هذا الأمر، فهو قد انتهى تماماً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً