الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من اكتئاب وقلق وخوف بسبب عدم المقدرة على النوم، أريد علاجا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكو من اكتئاب وقلق وخوف بسبب عدم المقدرة على النوم، بدأت مشكلتي مع النوم قبل سنتين، حين كنت في المستوى الخامس في الجامعة -وتحديدا في وقت الاختبارات النهائية-؛ حيث اختبرت الاختبار الأول ورجعت أريد أن أنام، ولم أستطع، واستمررت ولم أنم لليوم الثاني والثالث أيضاً، ورجعت وأنا منهك تماما، وأخبرت أمي وجلست معي حتى استطعت أن أنام.

ومن بعد هذه المشكلة صار لدي اضطرابات في النوم، وتمر أيام لا أنام فيها، وتمر أيام أنام طبيعيا مع شيء من الخوف والقلق والتفكير في النوم، وتفاقمت المشكلة في الوقت الحاضر بعد التخرج من الجامعة والتفكير في الوظيفة، وأمور كثيرة اختلفت علي في الجامعة، فرجعت لدي هذه المشكلة، وبقوة صرت أخاف من النوم، وأسأل أي أحد أواجهه: (كيف نومتك الليلة الماضية، وأسئلة عن النوم).

وصرت أخاف كثيرا من كل شيء، وأحيانا يأتيني الشعور بالنوم، وحين أغفي عيني يأتيني شيء يمنعني من النوم (مثل النغزة في الدماغ)، وأستمر مستيقظا لمدة طويلة -تتجاوز أحيانا ست إلى سبع ساعات- في الفراش، ولم أعد أنام في وقت محدد بسبب الأرق, وأيضا عندما أسافر مع الأصدقاء، ينامون قبلي بكثير، وتجدني أتقلب ساعات حتى يأتيني النوم، فلم أعد أسافر أي مكان، وأجلس في البيت كثيرا، وتأتيني تخيلات أني إذا قمت بعمل رياضة مثلاً أو البحث عن وظيفة في الصباح، أو أذهب مع أحد بأنه لن يأتيني النوم إذا رجعت للبيت، وإذا قمت بعبادة أو صلاة تأتيني أفكار شيطانية وهلاوس عن الدين والله والرسول -عليه الصلاة والسلام-.

علما أني ذهبت لطبيب أعصاب وأعطاني الميرزاجين وزيلاكس، ولكني أخذت الميرزاجين فقط (وعند الضرورة) ولم تتحسن حالتي، ولم أعد أحتمل، فما الحل يا دكتور؟! فنفسيتي تعبت كثيرا وأبكي كثيرا, والموضوع كنت أحسب أنه سيذهب مع الوقت، ولكن إلى الآن أعاني منه، وهذه الحالة -يا دكتور- تأتي غالبا وتختفي أياماً قليلة.

أنا عمري 24 وتروادني أفكار أني لا أستطيع أن أحل هذه المشكلة، علما يا دكتور في أحيان قليلة جداً تأتيني نظرة جميلة وحلوة للحياة، ولكنها تذهب سريعا ويرجع القلق والهم من هذه المشكلة.

أرجوك: ساعدني -بعد الله-؛ فأنا أعاني كثيراً، ماهو العلاج الدوائي يا دكتور؟ وجزاك الله ألف خير عن ما تعمل لأجلنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: أرى أن مخاوفك هي مخاوف وسواسية نتجت من حالة القلق الظرفي الذي أتاك أيام الامتحانات، وقطعاً -أخي الكريم- أنت مدرك أن النوم هو حاجة بيولوجية ونفسية للإنسان، والنوم يتم التحكم فيه من خلال أجهزة معينة في الدماغ، وهنالك كيميائيات وموصلات عصبية، وإشارات ومؤشرات كهربائية تلعب دوراً في النوم.

فيا أخي الكريم: هذه العملية نستطيع أن نقول أنها لا إرادية بمستوى كبير جداً، فإذاً النوم موجود ويجب أن تدع النوم يبحث عنك ولا تبحث عنه، والذي أريده أيضاً منك: أن تحسن من صحتك النومية، وذلك من خلال ممارسة الرياضة، وتجنب النوم في أثناء النهار، وتثبيت وقت الفراش ليلاً -هذا مهم جداً-، والحرص على الأذكار (277975)، وتجنب شرب الميقظات والمثيرات مثل الشاي والقهوة في فترات المساء.

بالنسبة للعلاج الدوائي: عقار استالوبرام والذي يعرف باسم زيلاكس أراه مفيداً بالنسبة لك، لكنك لا تتناوله؛ وعليه يمكنك تناول عقار ترازيدون بجرعة 50 مليجرام، هذا دواء جيد يحسن النوم بصورة جيدة جداً، تناوله لمدة شهرين، ثم اجعلها 50 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

مرة أخرى أقول لك: لا بد أن تحرص على ممارسة الرياضة، ومن المهم جداً أن تصرف انتباهك تماماً عن هذه الأعراض، تحقير الأعراض يقلل منها كثيراً؛ خاصة مع تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر BADIS

    بارك الله في نصائحكم

  • العراقي

    انا الان اعاني من هذه الاعراض والله تعبت

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً