الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتوتر مما جعلني أشارك في المناسبات مجاملة فقط.

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب عمري 26 عاما، غير متزوج, ولم يسبق لي مراجعة أي دكتور نفسي أو عيادة، وأعاني من قلق أشبه بالدائم, ومن آلام خفيفة في الصدر تزعجني أحياناً, وأشعر بتوتر بدون سبب، ووضعي الاجتماعي جيد, ولدي علاقات وأصدقاء.

لكن الشعور بالقلق والتوتر هو ما يزعجني, ولا يجعلني أستمتع بالحياة, حتى المناسبات السعيدة لا أجد فيها متعة, فقط أجامل فيها من حولي, رغم أنهم لا يلاحظون ذلك, كذلك في السفر أحاول الاستمتاع, لكن دون فائدة, وكله بسبب التوتر.

المشكلة بدأت منذ خمس سنوات تقريباً, والسنة الأخيرة زاد الأمر، خاصة خلال هذا الشهر, كرهت وضعي, لدرجة أشعر فيها بالانشغال.

مشكلة أخرى بجانبها: أنا غير مرتاح في عملي, وهو جزء من مشكلتي؛ حيث إن طبيعته مقابلة العملاء, فأشعر بزيادة نبضات القلب, وعدم السيطرة على نفسي في أتفه المشكلات, وأحاول التمثيل بأن ليس هناك شيء, وهذه المشكلة في حياتي الخاصة والعملية، رغم معرفتي بأنها ليست ضعفا مني, ولكن لا أعرف السبب؟!

ما تشخيص حالتي -يا دكتور-؟

مع ملاحظة أني أعاني من ارتجاع المريء منذ خمس سنوات, وآخذ أدوية بين فترة وأخرى.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: أنت تعاني من قلق نفسي كما تفضلت وذكرت, وظهر هذا القلق النفسي في شكل أعراض نفسية قلقية, ولكن الأعراض الجسدية هي الأكثر, فالشعور بالآلام الخفيفة في الصدر, وقطعاً هنالك شعور بالكتمة أيضاً, وانقباض, وهذا ناتج من أن القلق النفسي والتوتر النفسي يؤدي إلى توتر بعض عضلات الجسم، وأكثر العضلات التي تتأثر هي عضلات الصدر.

أخي الكريم: القلق كثيراً ما يهز ثقة الإنسان في نفسه إذا كان قلقاً زائداً, وهذا قد يؤدي إلى نوع من الرهبة أو الخوف الاجتماعي البسيط، وهذا أيضاً من الأشياء التي تعاني منها، لكن لا أستطيع أن أقول إنك تعاني من رهاب اجتماعي, هو مجرد نوع من الخوف الظرفي الذي يجعلك تحس بشيء من الانقباض وعدم الارتياح في المواقف التي تتطلب بعض المواجهات.

أخي الكريم: لديك إيجابيات كبيرة جداً بفضل الله تعالى، ويجب أن تفكر في نفسك وحياتك على هذا الأساس، هذا يجعل الإيجابيات تتغلب على السلبيات, لا بد أن تكون لك خطط تدير من خلالها حياتك بصورة أفضل في محيط العمل, وفي محيط التواصل الاجتماعي, تطوير المهارات, اكتساب المعارف الجديد؛ هذه -يا أخي- كلها تساعد كثيراً في الخلاص من هذه الأعراض النفسية.

عليك أيضاً بتمارين التنفس المتدرجة, هذه تفيد في الانقباضات العضلية في منطقة الصدر, وكذلك البطن, ولتطبيق هذه التمارين اجلس في مكان مريح على كرسي داخل الغرفة أو على السرير, اغمض عينيك, فكر في حدث سعيد, ثم خذ نفسا عميقا وبطيئا, عن طريق الأنف, هذا هو الشهيق, املأ صدرك بالهواء, ثم بعد ذلك أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم, وهذا هو الزفير, كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية, وبمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء, لمدة أسبوعين على الأقل, وسوف تجد أنه مفيد جداً.

الرياضة يجب أيضاً أن يكون لها وجود في حياتك، الشيء الآخر هو أن تتناول أحد الأدوية المحسنة للمزاج, والمزيلة للقلق, وأعتقد أن عقار زيروكسات, والذي يعرف باسم بروكستين سيكون مفيداً لك، هنالك نوع من البروكستين, يعرف باسم زيروكسات سي آر أراه جيدا، وإن ذهبت إلى طبيب نفسي أو حتى إلى طبيب الأسرة هذا أيضاً أفضل.

جرعة الزيروكسات سي آر هي أن تبدأ بـ 12.5 مليجراما، تتناولها يومياً لمدة شهرين, ثم تجعلها 25 مليجراما يومياً لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجراما يومياً لمدة شهرين آخرين, ثم 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

أخي الكريم: هذا هو الذي أود أن أنصحك به, وأنا متأكد أن الأعراض التي تعاني منها سوف تختفي, خاصة تسارع نبضات القلب, وشعورك بعدم السيطرة على نفسك, والوخز, والآلام الجسدية التي في الأصل هي أعراض نفسوجسدية, أي إن القلق هو سببها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً