الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير خطيبي بعد وفاة والدته، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرفت على ابن خالتي منذ عام كامل بنية الزواج، وتم تأجيل الخطبة عدة مرات بسبب مرض خالتي بالسرطان، وهو يحبني كثيرًا، منذ شهر ونصف توفيت خالتي، وبعد شهر من وفاتها أصبحت أرى أن هذا الشاب تغير، يبتعد عني ويجرحني وهو لا يعرف، أنا لا أعرف ماذا أفعل، أشعر أنه يحبني، لكن بذات الوقت أشعر أنه يبتعد.

مع العلم أن عندما توفيت كان إنسانًا طبيعيًا وكأنه غير حزين، وبعد سفر إخوته وبقائه في البيت وحده تغير كثيرًا، وعندما أسأله: لماذا تغيرت؟ فقط يجيب: أن نفسه مسدودة من كل شيء، وأنه لا يوجد تقصير مني، ساعدوني أنا أتعذب أكثر منه.

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في الموقع، ونسأل الله أن يرحم الخالة رحمة واسعة، وأن يُسكنها فسيح جناته، وأن يُلهمكم جميعًا الصبر وحسن العزاء.

ونحب أن نؤكد لكما أن هذه العلاقة يجب أن تُحكم بضوابط الشرع الحنيف، فهذا الشاب الذي يتواصل معك حتى والخطبة لم تتم لا يجوز، ومعلوم أن ابن الخال وابن الخالة وابن العم وابن العمة، كل هؤلاء من الأجانب بالنسبة للفتاة، والأجنبي هو كل من يجوز له أن يتزوج بالفتاة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يخفف عليه وقع هذه الصدمة –وفاة الوالدة –، ونسأل الله أن يعينه أيضًا على الثبات على ما كان عليه.

ونعتقد أن هذه العلاقة أنتما بحاجة إلى التوقف عنها حتى توضع في إطارها الصحيح، فتصبح علاقة شرعية معلنة، وطالما كانت المعرفة حاصلة فأتمنى أن تستعجلوا بإكمال المراسيم، وإتمام الزواج، حتى يكون هناك غطاء شرعي لهذا التواصل الذي بينكما، فإن هذه العلاقة تمددت دون أن يكون لها غطاء شرعي، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين شبابنا والفتيات على ما يُرضي الله.

ونحب أن نؤكد أن الوقوع في المخالفة سيجلب المشكلات الكبيرة، لأن العظيم يقول: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذاب أليم}، وهذا الشاب بعد وفاة الخالة وسفر هؤلاء الإخوة يحتاج إلى أن يرتبط بأصدقاء صالحين، وإلى أن يرتبط أولاً بالله تعالى، ويشغل نفسه بذكر الله، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا وله التوفيق والسداد، ونسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يعينكما على طاعته، وأن يُقدر لك وله الخير حيث كان ثم يرضيكما به.

ونذكّرك بضرورة أن تُدخلي عمَّاته أو خالاته للتشاور حول هذه المسألة، وتعرضي ما في نفسك للقريبات ممن عرفن هذه العلاقة، ونتمنى أيضًا ألا تستعجلي، فربما يكون فعلاً هناك صدمة حاصلة للرجل، وندعو الجميع إلى العودة إلى الله والمواظبة على ذكره، وربط أي علاقة بقواعد وضوابط هذا الشرع الحنيف، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يوفقك لما يُحبه ربنا ويرضاه.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين شبابنا والفتيات على العفة والطهر، وعلى التقيد بأحكام هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونسأل الله تبارك وتعالى التوفيق للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا نجلأ

    آمين يارب العلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً