الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدتي تشكو من قلة النوم ونغزات في الصدر والظهر، فما هي مشكلتها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

لدى الوالدة مشكلة من سنين وهي عدم النوم، وإذا نامت ربما نصف ساعة إلى ساعتين بالكثير! عمرها 50 عاماً، يأتيها نغزات في الظهر والصدر .. ما هي مشكلتها يا دكتور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك أخي الكريم على اهتمامك بأمر والدتك، وأسأل الله لها العافية والشفاء.

في مثل عمرها - حفظها الله - اضطراب النوم قد يكون سببه وجود قلق أو اكتئاب نفسي، أيضًا الإجهاد الجسدي قد يؤدي إلى اضطراب في النوم، والشعور بالنغزات والألم نفسه -خاصة في الظهر-، أيضًا قد يكون سببًا في اضطراب النوم، وقطعًا هذه النغزات التي تحدثت عنها تحتاج لفحص. لا أرى أن هنالك شيئًا مزعجًا أو خطيرًا، لكن قطعًا في مثل عمرها لابد أن تذهب إلى الطبيب، فأرجو أن تذهب الوالدة الفاضلة إلى طبيب - طبيب المركز الصحي أو طبيبة الأسرة أو الطبيب الباطني - ليقوم بإجراء الفحص لها، لابد من التأكد من مستوى الضغط لديها، مستوى فيتامين (د)، الفحوصات للدم أيضًا تشمل الغدة الدرقية ومستوى الهيموجلوبين، وكذلك مستوى الدهنيات ووظائف الكبد والكلى، كلها فحوصات ضرورية وروتينية.

هذه هي الخطوة الأولى التي يجب أن تقوم بها الوالدة.

بعد ذلك، -وبعد أن تطّلع الطبيبة على نتائج هذه الفحوصات- إذا كان هنالك نقص في أي مادة؛ سوف تقوم الطبيبة بإعطائها العلاج اللازم.

أيضًا الطبيبة سوف تسأل الوالدة عن مزاجها العام، لأن الاكتئاب - كما ذكرنا - هو أحد الأسباب التي تؤدي إلى اضطراب النوم. إن كانت الوالدة تعاني من شعور بعسر في المزاج أو عدم الارتياح النفسي؛ هذا يعتبر عاملاً مهمًّا لاضطراب النوم، وعليه لابد أن تتناول علاجاً لازماً لهذا الأمر.

وهنالك أدوية ممتازة جدًّا، هي في الأصل مضادة للاكتئاب ومحسنة للنوم، يعرفها الأطباء، منها عقار (ريمارون) ومنها عقار (تربتزول)، وعقار (سيرمونتيل)، كلها جيدة وغير إدمانية. نعطي أيضًا في بعض الحالات جرعات بسيطة من عقار يسمى (سوركويل).

هذه الأدوية التي ذكرتها وغيرها من الأدوية المشابهة لا تسبب الإدمان، وهذه نقطة مهمة. لكن لا أريد الوالدة أن تتحصل على أي دواء دون أن تستشير الطبيب - كما ذكرت لك سلفًا - .

هنالك إجراءات وقائية عامة للنوم أرجو أن تتبعها الوالدة:

أولاً: عليها أن تتجنب نوم النهار، وكذلك نوم الضحى على وجه الخصوص.
ثانيًا: أن تنام ليلاً مبكرًا.
ثالثًا: أن تثبت وقتًا للنوم.
رابعًا: أن تتجنب تناول وجبة العشاء في وقت متأخر، وألا يكون الطعام دسمًا.
خامسًا: عدم تناول الشاي والقهوة في فترة المساء أيضًا أمر ننصح به كثيرًا، لأن الشاي والقهوة تحتوي على الكافيين، والكافيين يمنع النوم.
سادسًا: الحرص على أذكار النوم (277975)، وأذكار الصباح والمساء، مهمة جدًّا (أخي) لتحسين النوم، وقطعًا هي تبعث الطمأنينة في النفس، هذا يساعد كثيرًا.

فأرجو أن تتبع الوالدة الإرشادات التي ذكرتها، وأنت من جانبك اذهب معها للطبيب، ونسأل الله لها العافية والشفاء، وإن شاء الله سوف تنام نومًا هنيئًا بعد أن يتم الاستقصاء الطبي على الأسس التي ذكرتها.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • فلسطين المحتلة علاء

    الله يجزيك الخير يا شيخنا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً