الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وساوس قهرية بعد تناولي للحشيش.. أرجو المساعدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، أبلغ من العمر 26 سنة، تقريباً قبل عام استخدمت مادة الحشيش، وكنت حينما أحشش تأتيني وساوس سب الذات الألهية، وتنقص الذات الإلهية، وحينما أفيق من المخدر تزول تلك الوساوس وتكررت معي، وبعد ذلك تركت الحشيش، لكن الوساوس استمرت معي، وتزعجني وأتألم، وأيضاً أتتني حالة من الخوف والتوهم، وصرت أخاف من الصراصير والفراشات، ومن كل شيء، بل كل شيء أسمعه يفز قلبي خوفاً، طبعاً لم أذهب لطبيب نفسي، وبحكم اطلاعي صرت متخوفًا من استخدام الأقراص النفسية، وأن تزيد الوساوس وتتشعب، ولا تجدي نفعاً، أرجو مساعدتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن الفورة الشديدة التي سببها الحشيش - بالنسبة للموصلات العصبية الموجودة في دماغك، ويأتي على رأسها مادة الدوبامين - هو الذي أدى إلى ما يمكن أن نسميه بالوساوس الشكوكية التي تحدثت عنها، والحشيش قطعًا يؤدي إلى الهلاوس، وإلى التوهمات، وإلى خلل عقلي لدى بعض الناس.

أيها الفاضل الكريم: أنت الآن توقفت عن الحشيش، ويجب أن يكون قرارك هذا قرارًا نهائيًا، وحازمًا وصارمًا، لا تلقي بيدك إلى التهلكة، أنت تعرف الداء ويجب أن تعرف الدواء.

بالنسبة للأعراض التي لا زالت تأتيك، وتسبب لك الإزعاج، سوف تعالج، تعالج بصورة ممتازة جدًّا عن طريق تناول بعض الأدوية السليمة، وبما أنك متخوف من استعمال الأدوية، فإني أنصحك أن تذهب، وتقابل الطبيب النفسي لتحاوره وتناقشه في نوعية الدواء الذي سوف يصفه لك، وأنا متأكد وأطمئنك أن الأدوية سليمة، وأن الأدوية فاعلة، وأنت تحتاج لها، فلا تتردد ولا تؤخر ذهابك إلى الطبيب، لأن التدخل العلاجي المبكر نتائجه ممتازة جدًّا.

بجانب العلاج الدوائي - الأخ الفاضل ماجد - لا بد أن تبحث عن عمل، لابد أن تجد لحياتك معنى، وأن تسعى لأن تفيد نفسك وتكونها وتفيد الآخرين، تطوير المهارات أمر أصيل وضروري في حياة الإنسان.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأشكر لك الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً