الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الرهاب عند الإلقاء أمام الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب في السنة الثانية في الجامعة, ينتابني شعور بخفقان القلب وتلعثم عندما أخرج لشرح جزئية ما, وأيضا عندما أخرج أمام الطلاب, أو أشخص المريض, وعندما يأتي دوري في تسميع القرآن يأتيني خفقان القلب والتلعثم, ولكنه أقل عندما ألقي أمام الناس.

أنا أحب الإلقاء, وقد كنت في فرقة إنشادية في المرحلة الابتدائية, وكان ينتابني هذا الشعور, وعندما كنت في السنة الأولى في الجامعة؛ ذهبت للعلاج عند طبيب نفسي, وقال بأن لدي ضعف ثقة بالنفس, واسخدمت دواءين, أحدهما زيروكسات, والآخر لا أذكره, وكان من تأثير الأدوية زيادة الوزن, وكثرة التثاؤب والنوم, فلم أكمل العلاج؛ لأني أحتاج وقتي كثيرا, والدواء يجعلني أشعر بالنوم, فأنا كثيرا ما أبني نفسي وأجدد ثقتها, وقد اجتزت الكثير.

أيضا أنا متفوق في حياتي الدراسية, وحائز على الكثير من الشهادات والدروع, ودائما ما أحاول أن أتذكر هذه الأشياء لأزيد ثقتي بنفسي, وأستطيع أيضا أن أقوم بإمامة الناس في المسجد, وبوجود مكروفون, ولا أخاف إلا شيئا قليلا جدا.

مشكلتي بالتحديد وقت الإلقاء فقط, فهل يوجد دواء أستخدمه قبل الإلقاء, ودواء آخر أستخدمه لفترة علاجية طويلة لإزالة هذا الرهاب؟

أعتقد بأن لدي ارتفاع ضغط خفيف, وقد سمعت بالأدرينالين, وأنه يستخدم قبل الإلقاء بـ 3 ساعات, فهل هذا صحيح؟

جزاكم الله خيرا, وسأضل أدعو لكم -بإذن الله-.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو نايف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك -إن شاء الله تعالى– هي نوع من الرهاب البسيط الظرفي، فأنت صاحب مقدرات, ويجب أن تثق في مقدراتك، وأنا أؤكد لك أن الأعراض النفسية والجسدية التي تنتابك عند هذه المواجهات ليست بالحدة, وليست بالشدة التي تتصورها، كما أن الناس لا يطلعون عليها، ولا يعرفون تفاصيلها، ولا أحد يحس بها، وهي لا تظهر عليك، هذا أؤكده لك، ويجب أن تطمئن من هذه الناحية.

وأود أن ألفت نظرك أن الشعور بأنك ستفقد السيطرة على الموقف, أو أن أداءك لن يكون جيدًا، هذا شعور كاذب، فأنت صاحب مقدرات، والفورة القلقية التي تأتيك في بداية الأمر هي لتحسين الأداء، وحين تبدأ وتستمر كل شيء -إن شاء الله تعالى– يكون في وضعه الطبيعي، فأرجو أن تطمئن.

عليك أن تُكثر من المواجهات، هذا علاج رئيس، وعليك أن تمارس الرياضة، وعليك أن تمارس تمارين الاسترخاء، وستجد كيفيتها في هذه الاستشارة برقم: (2136015)، ودائمًا الجأ لما نسميه بالتعرض في الخيال، هذا علاج ممتاز.

تصور نفسك أنك في مواجهة كبيرة جدًّا، تقوم بإلقاء خطبة أو محاضرة أو شيء من هذا القبيل، أو تَأُمَّ الناس في المسجد، تصور هذا الموقف بتمعن وتدبر، وفترة التعرض في الخيال هذه يجب ألا تقل عن ربع ساعة بمعدل مرتين في اليوم، وقد وُجِدَ أنها مفيدة جدًّا لمن يُطبقها بصورة صحيحة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك أدوية كثيرة، منها عقار يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) ويسمى علميًا باسم (باروكستين)، هذا دواء طويل الأمد، يمكنك أن تستعمله بجرعة صغيرة، وهي: 12.5 مليجراما يوميًا –هذا يُسمى زيروكسات CR– استعمله يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها 12.5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

والدواء الآخر هو الإندرال، والذي يعرف علميًا باسم (بروبرالانول)، هو دواء وليس هو الأدرينالين، إنما هو كابح أو مثبط للأدرينالين الذي يُفرز عند القلق والتوتر، وجرعة الإندرال هي عشرة مليجراما صباحًا ومساءً، أفضل أن تستعمله باستمرار لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عنه.

هذا يعطيك قاعدة علاجية ممتازة جدًّا، تدفع ثقتك في نفسك بصورة إيجابية.

أما استعمال الإندرال عند اللزوم فيمكن تناوله بجرعة عشرين مليجرامًا ساعتين قبل المواجهة، هذا أيضًا يُعطي طمأنينة كبيرة جدًّا للكثير من الناس، لأنه يُثبط الفعل الفسيولوجي الذي ينشأ من زيادة إفراز الأدرينالين.

الإندرال لا يُسمح باستعماله بالنسبة للذين يعانون من مرض الربو أو الحساسية في الصدر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً