الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما حان وقت الدورة تعكر مزاجي وساءت حالتي النفسية.. فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أشكر لكم موقعكم المميز.

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاماً، لا أدري ما الذي قلب حياتي رأساً على عقب، لقد حللت ما بي وأريدكم أن تجيبوني إن كان صحيحاً أم خطأً.

أنا تخرجت من المرحلة الثانوية العام الماضي، وعلى هذا فقد كنت معتادة على أجواء الدراسة والصديقات، والنهوض صباحاً لبدء يوم دراسي جديد، ولكن هذه السنة وبعد التخرج لم يحالفني الحظ للدخول للجامعة، وجلست في البيت، ومر الفصل الأول على خير، ولكن منذ الفصل الثاني بدأت عندي وسوسة غير طبيعية وخوف من الموت، وتخيل أمراض خبيثة وغيرها، لدرجة أني أنظر لأخوتي وأمي وأبي وأبكي، وأتخيلهم من بعدي، وذلك كان في أثناء الدورة الشهرية -أكرمكم الله- وكان صدري يؤلمني جداً، مع أني أعلم بأنه عارض طبيعي للدورة ويزول، ولكنني خلال تلك الفترة كنت متوترة جداً، وأبكي كثيراً، وأحزن كثيراً، ولا أعلم السبب، واستمر معي الوسواس فترة طويلة ربما 4 أشهر، ومن ثم فاتحت أمي بالموضوع، وقلقت جدا، ولكن لم تكن تريد أن تبين لي خوفها، وذهبنا بعد فترة للطبيبة، حيث فحصتني وأكدت لي عدم وجود أي شي غير طبيعي، ورفعت كثيراً من معنوياتي -جزاها الله خيرا- وتحسنت لفترة -ولله الحمد- لمدة 3 أسابيع تقريباً.

ولكن ما إن حان وقت هذه الدورة حتى بدأت أشعر بأن حلمة إحدى ثديي تؤلمني، وبدأت بالقلق بقول لماذا لم تؤلمني الحلمة الأخرى؟ حيث قالت لي أختي وأمي بأنه أمر طبيعي، وقد حدث لنا كثيراً، ولكن دائماً يصفوني بـ" الموسوسة"، وحقاً أنا لا ألومهم، فقد أصبحت ما إن أرى أي شيء بسيط بي أذهب لقوقل لأرى ما بي، وأبدأ أعيش في أوهام ورعب ومتاهات ليس لها نهاية، وأصبحت أحس بأن حياتي بلا طعم، كرهت نفسي، ما إن أفرح قليلاً حتى أتذكر أمورا تحزنني، ويتعكر مزاجي لدرجة ملاحظة الناس لي بسؤال " ماذا بكِ؟ ".

أرجوكم أخبروني عن حالتي ما هي؟ وماذا تسمى؟ وما الحل لها؟

آسفة على الإطالة وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحالة بدأت عندك بقلق المخاوف، ومن ثم أتتك الوسوسة والمخاوف لديك حول الموت وحول الأمراض، ومن الطبيعي جداً أن الإنسان إذا كان له تخوف من الأمراض حين يكون له تغير فسيولوجي طبيعي في جسمه يبدأ يفسر ويؤول الأمور بصورة خاطئة، وبما أن الدورة الشهرية فيها التغيرات الهرمونية قد تصاحبها بعض الألم والشعور بالتحقن في الثديين، وشيء من هذا القبيل، تجسمت وتضخمت عندك هذه الصورة، وجعلتك تلجئين إلى تفسيرات وتأويلات خاطئة ومخاوف متكررة بصورة وسواسية جداً.

الألم في الحلمة الواحدة لا يعني أي شيء، فهذه مجرد اختلافات وتباينات بين الناس، وكما طمأنتك الطبيبة أنا أيضاً أود أن أطمئنك وأقول لك: كل الذي بك هو نوع من وساوس المخاوف من الدرجة البسيطة والبسيطة جداً، هذا هو الذي بك، وتيقني أن هذه الحالة عارضة.

أتفق معك حالة الفراق الزمني والذهني التي دخلت فيها بعد انتهاء دراستك الثانوية جعلتك تركزين على وظائفك العضوية بدقة وتوجس ووسوسة، مما جعلك تلاحظين حتى التغيرات الفسيولوجية البسيطة وتفسريها التفسير الخاطئ.

إذاً اطمئني واطمئني تماماً ولا تحزني ولا تتوتري ولا تقلقي ولا توسوسي، املئي الفراغ من خلال مساعدة الوالدة في أعمال المنزل، ابحثي عن دراسة في معهد، ويا حبذا لو ذهبت إلى مراكز تحفيظ القرآن، وبدأت في مشروع لتعلم القرآن وتجويده، والبدء في حفظه، هذا مشروع عظيم، وسيعطيك -إن شاء الله تعالى- شعورا بالذاتية والكينونة والقوة، ويزيل عنك الخوف والوسوسة.

تنظيم الوقت إذاً أمر مهم ومطلوب في حياتك، وهذا هو الذي أنصحك به، وإن كثرت عليك الهموم والمخاوف والوساوس فاذهبي إلى نفس الطبيبة التي ذهبت إليها في المرة الأولى، ليس من الضروري أن تكون طبيبة نفسية، ودعيها تفحصك مرة أخرى، وأنا متأكد أنها سوف تطمئنك، وإن تطلب الأمر أن تعطيك دواء لا بأس في ذلك.

وهنالك أدوية مضادة للمخاوف والوساوس، من أفضلها دواء يعرف باسم: زولفت، واسمه العلمي سيرترالين، وهو معروف تقريباً لمعظم الأطباء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً