الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وساوس قهرية في الوضوء والطهارة والصلاة!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر 26 سنة، أعاني من الوساوس القهرية، منذ الصف الثالث الإعدادي بدأت معي الوساوس حين تعرضت للمضايقة من أحد زملائي، فأحسست بحالة من الغم والحزن تلازمني، خصوصا مع تكرار تلك المضايقات، واستمرت حالة الحزن والضيق تلك؛ لأن شيئا ما بداخلي كان يذكرني بحالة الضيق والحزن فأجد نفسي لا إراديا أحس بالضيق والحزن.

عندما كنت أذهب إلى مكان ما أحبه كنت أجد أيضا هذا الشيء بداخلي يذكرني بحالة الضيق، فأجد نفسي لا إراديا متضايقا وحزينا، وبعد ذلك أتاني وسواس في الوضوء والطهارة والسهو في الصلاة!

وساوس كثيرة ظلت معي فترة ليست بالقصيرة، لكن تغلبت عليها بفضل الله، لكني أصبحت أخاف من نفسي أن أخترع وساوس جديدة، وأسير عليها، لأن الوساوس أتت في كل شيء في حياتي.

ما إن أتخلص من وسواس يتعلق بموضوع حتى يأتيني وسواس آخر، فأصبحت لا أخالف تلك الوساوس، حتى لا أشعر بالضيق، ولما دخلت الجامعة كانت الوساوس تأتي لي فترة الامتحانات.

أكملت الدراسة في الجامعة، وكنت أحس أن ثقتي بنفسي ضعيفة، وكنت مائلاً للانعزال، وعانيت كثيرا حتى أحظى بعمل مناسب، لكن ذلك لم يحدث، فكنت أعمل بالعمل لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر وأتركه ما سبب لي الشعور بالفشل والضيق الدائم، خصوصا مع كلام العائلة لي، وكنت أخاف من السفر!

أخيرا -الحمد لله- سافرت إلى السعودية، واستقريت في وظيفة جميلة، وأحسست أن كل مخاوفي ذهبت، وفكرت في الزواج، وبالفعل تقدمت لخطبة فتاة، وقبلت بي، ولكن ما اتخذت تلك الخطوة ظهر لي شبح الوساوس من جديد.

الوسواس أتاني في موضوع سبب لي غما وألما شديدا، وجعلني لا أنام، وهو أنه في حياتي الزوجية لن يحدث لي انتصاب، مع أني سليم، وكنت راغبا في الزواج لأجل أن أعف نفسي، ولقيت نفسي بعد ما كنت أستثار جنسيا لأي شيء وجدت نفسي غير راغب في ذلك تماما، وأصبحت أراقب نفسي حتى تعبت، وأحال ذلك الوسواس حياتي إلى جحيم لا يطاق.

علما أن الانتصاب عندي جيد، ولكن ما يضايقني التفكير الكثير في هذا الموضوع حتى أصبحت أريد أن أترك موضوع الزواج، حتى أرتاح من تلك الأفكار المزعجة، ولكن تلك الخطوة ستسبب لي مشاكل عائلية ومشاكل شخصية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالوساوس القهرية لأنها في الأصل هي نوع من القلق النفسي السلبي تجر الإنسان جراً نحو التفكير السلبي في الكثير من الأحيان.
ها أنت الآن من خلال الوسوسة وصلت لبعض القناعات أنه يجب أن لا تتزوج!
لا أيها الفاضل الكريم الزواج نعمة عظيمة، وهو مقر السكينة والرحمة إن شاء الله تعالى.

اهزم هذا الوسواس من خلال تعجيل الزواج، الانقياد بالأفكار السلبية والمشاعر السلبية نحن نرفضه تماماً، ونشجع الناس في هذه الحالة، أي في حالة سيطرة الفكر والشعور السلبي بأن يلجؤوا إلى الأفعال الإيجابية، لأن الفعل الإيجابي حتى وإن جر الإنسان نحوه جراً وأخذ منك جهداً كبيراً، إلا أنه في نهاية الأمر هو الذي سوف يغير أفكارك ومشاعرك ويحولها من سلبية إلى إيجابية.

أيها الفاضل الكريم، حقر فكرة الوسواس، حقر فكرة المخاوف، حياتك أراها إن شاء الله تعالى أطيب مما تتصور، أحسن إدارة وقتك، أحسن رفقتك وانظر إلى المستقبل بأمل ورجاء، وكل الذي تحتاجه من وجهة نظري هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، ومنها وأفضلها الفافرين في مثل حالتك، والفافرين يسمى الفلوفكسمين.

أرجو أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا وإن لم تستطع فيمكنك أن تذهب للصيدلي إذا أعطاك الدواء تناوله بالجرعة التالية ابدأ بـ 50 مليجراما ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها 100مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة لتكون 200 مليجرام يومياً، يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة ليلاً أو بمعدل 100 مليجرام صباحا و100 مليجرام ليلاً، وهذه هي الجرعة الوسطية للفافرين، جرعة الـ 200 مليجرام تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى 50 مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى 50 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أنا أثق تماماً أنه بإذن الله تعالى إذا تناولت هذا الدواء بالصورة التي ذكرتها لك سوف تجد أن القلق والوسوسة والضجر والكرب البسيط الذي تعاني منه قد انتهى تماماً، هذا هو الذي أنصحك به.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً