الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتليت بوسواس قهري في الدين، وأريد دواء فعالا.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابتليت بوسواس قهري في الدين منذ شهر، وأنا أستخدم معه العلاج السلوكي، وتحسنت بفضل من الله.

كل يوم تأتيني هذه الوساوس: إما في الصباح، أو المساء، وإلى الآن، لقد تعبت من هذه الوساوس، وأريد تناول الدواء لأتخلص من هذه الوساوس.

أرجو أن تصف لي الدواء الشافي بإذن الله، مع العلاج السلوكي؛ حتى أشفى من الوساوس.

ولدي بعض الأسئلة:

متى يبدأ مفعول الدواء؟ وكم يستغرق الوقت للتخلص من الوسواس؟ وهل يكون تناول الدواء بعد الأكل أو قبله؟ وكيف أتناول الدواء؟ وما الدواء الذي تنصحني به للتخلص من الوسواس؟ وهل يكون الدواء بالتدريج، أم كيف؟

أرجو أن تجبني بالتفصيل، وأن تصف لي الدواء الجيد لعلاج الوسواس القهري، وجزاك الله خيرا، وجعله الله في موازين أعمالك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هل أنت بالفعل متأكد أن الذي تعاني منه هو وسواس قهري.

وللتذكير: الوسواس القهري يمكن أن يكون فكرة، أو أفعالا، أو طقوسا، أو خيالات ذهنية، تكون متسلطة على الإنسان، وتكون رتيبة ومتكررة، وتكون ملحة، ومحتواها سخيف، يحاول الإنسان طردها، أو التوقف عنها، لكن يوجد صعوبة في ذلك، والوساوس في الدين كثيرة.

فيا أخي الكريم: إن كنت متأكد أن الذي تعاني منه بالفعل هو الوسواس؛ فالعلاج أسسه واضحة جداً: أن تكون صامدا، وقوياً في أن تقتحم هذه الوساوس وتتجاهلها تماماً، لا تتبعها أبداً، تقاومها وتصرف انتباهك لأفعال وأفكار أخرى، هذا مهم يا أخي الكريم، وهذه أسس العلاج السلوكي.

ومن أسس العلاج السلوكي أيضاً: ممارسة تمارين الاسترخاء؛ لأن الاسترخاء يؤدي إلى إزالة التوتر، والوساوس دائماً مصحوبة بالقلق والتوتر، بل يعتبر القلق مكون رئيسي لها، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) تم توضيح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن ترجع لهذه الاستشارة وتطبق ما بها.

أن تتجنب الفراغ الذهني والفكري والمعرفي، وكذلك الفرغ الزمني، هذا أخي أيضاً مهم، ويقلل من فرص التفكير في الوساوس، أن يطور الإنسان نفسه من الناحية المهاراتية في عمله على النطاق الاجتماعي هذا كله يفيد، وهذا كله علاجات سلوكية.

أما بالنسبة للأدوية: فالأدوية كثيرة جداً، ومن أفضلها: عقار بروزاك، وأنت لم تذكر عمرك، لكن أتصور أن عمرك أكثر من 17 عاماً، إذا كان عمرك بالفعل هو هكذا أي أكثر من 17 عاماً؛ فلا مانع من أن تبدأ في تناول البروزاك، والذي يسمى فلوكستين.

الجرعة: كبسولة واحدة، تبدأ بتناول هذا الدواء بعد الأكل، ويفضل تناوله نهاراً، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفعها إلى كبسولتين في اليوم أي 40 مليجرام، ومن المفترض أن تلاحظ بعض التحسن، وذلك بعد مضي 8 أسابيع من بداية تناول الدواء، وقمة فاعلية الدواء تظهر بعد أربعة أشهر تقريباً من بداية تناوله، جرعة الـ 40 مليجرام أراها جرعة كافية، وإن كان بعض الناس يحتاجون لجرعات أكثر من ذلك، والدواء سليم حتى إذا تناوله الإنسان بجرعة 4 كبسولات في اليوم أي 80 مليجرام، لكن من وجهة نظري كبسولتين سوف تكون كافية بالنسبة لك، مع الحرص على التطبيقات السلوكية، استمر على جرعة الكبسولتين لمدة ستة أشهر على الأقل، بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أخي الكريم: طبعاً هنالك تباين كبير بين الناس في حاجتهم للجرعات الدوائية، والذي ذكرته لك هو المتوسط تقريباً، وبعض الناس يحتاجون إلى أدوية أخرى تضاف إلى البروزاك، وهي موجودة إن شاء الله، أنت لن تحتاج أكثر من ذلك، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً