الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أي موقف يضايقني يسيطر على تفكيري وأهمل نفسي وصلاتي وحياتي

السؤال

السلام عليكم

لقد استفدت كثيرا من هذا الموقع، أريد نصيحة، أذهب إلى عملي فيحدث موقف عادي، أو موقف يضايقني أو مشكلة ما، في كل الأحوال يسيطر هذا الموقف على تفكيري، وأظل أفكر فيه كثيرا ولا أستطيع أن أخرج نفسي من التفكير، حزينة لأن هذا يجعلني أهمل أولادي ونفسي، وصلاتي ونظافة منزلي وكل شيء، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث، سواء كانت إيجابية أو سلبية فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة؟ وكيفية تدارك الأخطاء السابقة؟

ربما تكون شخصيتك -أختي الكريمة- من النوع الحساس، وأنك تفكرين دائماً في رأي الآخرين عنك، كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك وللآخرين يحتاج إلى تعديل لكي تتصرف بصورة طبيعية، والمعيار الأساسي لتقييم السلوك هو ما جاء به الكتاب والسنة والحديث الشريف يقول: عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (البرّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم.

وعن وابصة بن معبد -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (جئت تسأل عن البرّ؟) قلت: نعم، فقال: (استفت قلبك، البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك المفتون) حديث حسن رُويناه في مسندي الإمامين: أحمد بن حنبل والدارمي بإسناد حسن. وبإتباعك لما جاء في هذا الحديث -إن شاء الله- لن تندمي على فعل فعلتيه.

واتبعي الإرشادات الآتية ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- قومي بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتيها وقرأتيها يومياً، فأنت محتاجة لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها، والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان أو الإخوان أو الأصدقاء.
2- لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا بل انظري إلى من هم أقل منك، واحمدي الله على نعمه، وتذكري أنك مؤهلة للمهام التي تؤدينها.
3- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء وجلّ من لا يخطئ. وينبغي أن تتذكري أن كل من أجاد مهارةً معينة، أو نبغ في علمٍ معين مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.
4- ضعي لك أهدافا واضحة، وفكري في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها، واستشيري ذوي الخبرة في المجال.
5- حاولي تحليل المواقف الحياتية وفقاً لمعطيات الواقع والحاضر، وللمحافظة على العلاقة مع الآخرين حاولي تطبيق الآتي:

- النظرة الشمولية للموقف.
- التحرر من الهوى في الحكم على سلوك الآخرين.
- التماس العذر في الحالات التي تتطلب ذلك.
- تقصي الحقائق وعدم تصديق الظنون.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً