الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أختي التي تتعمد إيذائي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 19 عاما، ولي أخت تكبرني بسنة تؤذيني بكلامها وتصرفاتها، مثل أن تتكلم عني بما ليس بي، أو تقول عني بأني قلت كلاما وأنا لم أقله أبدا، أو أقل كلاماً قريب منه، وذلك الأمر لم يكن أمام أهلي فقط، بل وصل عند أقاربي وأصدقائي، وقد خسرت الكثير من الأصدقاء بسبب ذلك، أو قد تكسر شيئاً وتقول بأنني من كسر ذلك.

وقد وصل الأمر أيضاً إلى أنه عندما تعطيني أمي شيئا وتطلب مني إيصاله لشخص قد تأخذه من حقيبتي خلسة، وعندما نبحث عنه نجده مرميا في مكان ما؛ فقط لتجعل أمي تحس بأني مهملة وغير كفء.

في البداية كنت أشك في نفسي وفي ذاكرتي، ولكن عندما شاهدتها ذات مرة تفعل لي ذلك فهمت الأمر، ولكني وقتها لم أستطع مصارحتها، بل وكأنني لم أر شيئا، وذلك بسبب أني لا أريد جرحها، علما بأني لا أسكت غالبا في النقطة الأولى والثانية، ولكن ما إن أبدأ بإنكار ذلك حتى تستلمني بالجدال، لذلك أقتصر على إنكاري عند أهلي.

أرجوا إفادتي بكيفية التعامل معها، لأن ذلك أصبح يشكل علي ضغوطا نفسية.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أريام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونقدر المعاناة التي تعيشين فيها مع هذه الشقيقة التي نسأل الله أن يصلح أمرها، وأن يغفر ذنبها، وأن يلهمها السداد والرشاد، وإذا كانت الأسرة على معرفة بالذي يحدث فهوني على نفسك، واجتهدي في الدعاء لها، والنصح لها، والقرب منها، وتقديمها على نفسك بالإهداءات والأمور، حتى تزول الغيرة التي في نفسها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك وأمرها، ولا أعتقد أن الأمر سيطول، فغداً ستذهب كل واحدة منكن إلى بيتها، فحاولي أن تسامحيها، وقدري ما عندها من الضعف والخلل والنقص.

واجتهدي دائماً في أن تقتربي من والديك حتى تكون الصورة صحيحة، فإن قربك من والديك ومن الأهل يفوت الفرصة على كل من يريد أن يضيف لك ما ليس منك، أو يكذب عليك، أو يحاول أن يغير صور الأشياء، فإذا كانت الأسرة قد عرفت منها هذه التصرفات؛ فإنهم سيلتمسون لك الأعذار، ولا تحاولي فضحها وإحراجها، فهي في النهاية أختك، ولكن حاولي الاقتراب منها وصادقيها، واذكري ما فيها من إيجابيات ومحاسن، وإذا لم تصبر الفتاة على أختها فعلى من ستصبر؟

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يكتب لها الشفاء العاجل من هذه المشكلات التي تعيش فيها، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والثبات والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهولة

    بارك الله فيك وجزاك خيرا


بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً