الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من دواء يخفف من مشكلة الكلام مع النفس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على مجهودكم، وبارك الله فيكم ورزقكم الجنة.

أيها المستشار أشكرك على إجابتك على استشارتي رقم (2212197).

منذ سنوات وأنا أعاني من مشكلة الحديث مع النفس، وفي كل سنة تزداد، ولم أعد أحتمل إلى أن أتخرج من الجامعة وأعمل ثم الذهاب لطبيب نفسي.

حاولت مرة أخرى مع والدتي وللأسف الشديد لم تأخذ كلامي بجدية، وأغلقت الموضوع دون أن تسمح لي بإكمال شرح معاناتي، وأيضا حاولت مع أختي الكبرى وأحزنتني ردة فعلها القاسية بأخذ الموضوع بسخرية واستهزاء مني، وحاولت مع صديقتي الذهاب لطبيب نفسي دون علم أهلي، لكن الجلسة الواحدة مكلفة جدا ولا أستطيع تأمين المبلغ، وبقي لي أمل واحد أن تستطيع -يا دكتور- مساعدتي بأن تصف دواء من أجل الابتعاد عن الكلام مع نفسي، أو تقليل أحلام اليقظة، لأن المشاكل الأخرى وهي عدم التركيز وتشتت الانتباه قد أستطيع بعض الشيء مقاومتها، إلا مشكلة الكلام مع النفس، فهي مستمرة ولا أستطيع مقاومتها.

أنا –الحمد لله- لا أعاني أي نوع من الهلوسات، وعندما قرأت عن مرض الذهان وجدت بعض الأعراض لدي مثل: عدم القدرة على العمل أو التركيز لمدة طويلة، أو تكرار حركات أو إيماءات مثل المشي بشكل دائري، لكن عندما أكملت قراءتي وجدت أن المريض بهذا المرض لا يدري أنه مريض، ويعتقد أنه كامل العقل، وبالتالي تعتبر حالتي كما ذكرت أنت حديث النفس الوسواسي.

المشكلة الكبرى لي أني أكلم نفسي وأضحك كثيرا وقد أبكي، أتذكر بعض المواقف التي حدثت لي أو أختلق قصصاً من خيالي وأتفاعل معها، فقط أتخيل في خيالي وأنا جالسة مع الناس وأحادثهم أو وأنا أمشي بالأغلب، وتدور نقاشات مع أشخاص أغلبهم ليسوا من خيالي بل من أصادفهم في واقعي كدكاترة الجامعة أو زميلاتي، أو أحيانا أبقى جالسة في مكاني وأسترسل بأحلام اليقظة.

حتى لو كنت في مجموعة من الناس قد أتركهم وأسرح بخيالي وأكلم نفسي، وأصبحت أحرج مرارا من هذه المواقف، أريد فقط مكانا فارغا لأكلم نفسي وأستغرق في أحلام اليقظة، وأحرك يدي وأتفاعل وأترك دراستي ويضيع الوقت مني، وهذا يؤلمني لأني لم أنجح نجاح التفوق في الفصل الماضي بسبب هذه المشكلة، وأشعر بمعاناة شديدة أثناء دراسة الامتحانات، لأنه يضيع وقت كثير مني بالكلام مع نفسي ولا أسيطر على المشكلة، فأشعر بأنه يجب علي ترك الشيء الذي أعمل به لأكلم نفسي وكأن شيئا ما بداخلي يجبرني على فعل ذلك رغما عني وخارج إرادتي، ولا أستطيع إيقاف الحديث مع النفس، فعندما أجلس لأدرس لا أستطيع أن أبقى ساعة واحدة متواصلة، لأنه رغما عني سأكلم نفسي.

تراجع تحصيلي الدراسي والجميع مصدوم من ذلك، وأصبحت أسهر كثيرا وأذهب للجامعة دون نوم، لأني لا أنهي الشيء وأقوم بتأجيل الامتحانات، وأصبحت أخاف جدا من الرسوب.

هل حالتي تعتبر معقدة جدا أم أنها يمكن أن تحل ببعض الأدوية؟ قرأت في النت عن هذه الأدوية:

1- ما رأيك بدواء سلبيريد كمضاء للتوتر والقلق، ولتقليل تشتت الانتباه وتحسين التركيز، أو (البروزاك، سيرترالين، باروكسيتين) للاكتئاب والوسواس القهري، أو دواء الأنفرانيل للوسواس القهري؟
2- ما رأيك باستخدام المهدئات، أهي مفيدة لمشكلة حديث النفس؟
3- قرأت عن دواء فلوفكسمين أنه مفيد جدا، فما رأيك به أو بدواء فلونكسول؟
4- وبشكل عام مضادات القلق أو الاكتئاب هل هي مناسبة لمشكلة الكلام مع النفس وأحلام اليقظة؟
5- وكذلك قرأت باستشارة (262777) أن الموتيفال لا بأس به لمشكلة الاسترسال بالكلام مع النفس، فهل أستطيع استخدامه؟ أرجوك أريد دواء يخفف مشكلة الكلام مع النفس والاسترسال بها.

آسفة جدا على الإطالة، وسامحني -أيها المستشار- فقد أردت أن أوضح أكثر معاناتي الشديدة، فأنا لم يتفهم أحد مشكلتي ولا يوجد من ألجأ إليه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maria حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أقدر ما ورد في رسالتك جدًّا، وأقدر الظرف الذي تمرين به، وهو أن أهلك الكرام حتى الآن لم يوافقوا على ذهابك للطبيب النفسي، أعتقد أنك يمكن أن تقومي بمحاولات أخرى، وعسى أن يتفهم أحد أفراد عائلتك وضعك، ويوافق على أن يذهب معك إلى الطبيب النفسي. هذا أعتقد أنه ممكن وضروري في ذات الوقت، حيث إن المتابعة الطبية النفسية مفيدة.

الدوجماتيل من الأدوية المناسبة جدًّا، والذي يُسمى علميًا (سلبرايد) لكن مشكلته أنه قد يؤدي إلى اضطرابات في هرمون الحليب – الذي يعرف باسم برولاكتين – وهو هرمون رئيسي جدًّا لتنظيم الدورة الشهرية، لذا لا ننصح به لبعض النساء.

ربما يكون تناول عقار باروكستين – والذي يعرف تجاريًا باسم زيروكسات – بجرعة صغيرة أيضًا أمرًا مقبولاً إذا استطعتِ الحصول عليه، جرعة 12.5 مليجرام من الزيروكسات CR قد تكون مناسبة، قد تخفف عليك حدة الأعراض التي تعانين منها، فتناولي هذه الجرعة يوميًا حتى تذهبي وتقابلي الطبيب.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان isoooo

    صراحة حسيت انك تشكين حالتي بدقة .. ربنا يساعدنا جميعا

  • أمريكا العراقية

    مثلي بالضبط .. واستشرت أخصائي نفسي قال لي انت ما مريضة أصلا !!!

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً