الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب اختلال ساعات نومي وكثرتها بعد أن كانت منتظمة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 20 سنة، وأجلس على الحاسب بشكل كبير من 5 إلى 10 ساعات في اليوم تقريباً، وقد تقل وقد تزيد على حسب الظروف.

مشكلتي كثرة النوم: كنت قبل 5 أشهر تقريبا وقتي منظم، ونومي ممتاز، أنام 6 ساعات ونصف إلى 7 ساعات كحد أقصى، وكنت أقوم بممارسة الرياضة بمجرد استيقاظي من النوم لمدة ربع ساعة إلى نصف ساعة، ولكن قبل بداية اختباراتي الجامعية بـأسبوع ازداد نومي من 8 إلى 9 ساعات، وهذا شيء مزعج حقيقة، وأستيقظ وأنا كسلان، وأجلس على الفراش نصف ساعة أتقلب لكي أستيقظ، لدرجة أني تركت التمارين، وأتثاءب كثيراً في النهار.

في بداية الأمر ظننت أنه قد يكون بسبب الاختبارات، ولكن الآن مضى علي شهر وأسبوعان تقريباً على نفس الحالة، مع العلم أني أنام الساعة 12 أو1 ليلاً، وهذا هو وقتي في العادة، ولكن لا فائدة، فهل الأكل له تأثير؟ وهل اختلاف الجو له تأثير في الصيف والشتاء؟

سبق وأن حللت الغدة الدرقية قبل 3 أشهر أو أكثر وكانت النتائج سليمة، وحاليا أفكر بالنوم الساعة الـ10 ليلاً، ولا أعود إلى النوم بعد صلاة الفجر، لأني أفضل أن يكون نومي متواصلا، فأنا من النوع الذي لا يحب أن ينام نوما متقطعا، ولا أنام بعد الظهر أبدا، فهل أحتاج للذهاب إلى طبيب؟

أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تختلف عدد ساعات النوم من شخص إلى آخر، وتختلف أيضا عند الشخص الواحد من وقت إلى آخر حسب الحالة النفسية والمزاجية، وحسب معدل النشاط الذهني، وانشغال البال والفكر، ومدى التقصير في أداء الواجبات الدينية، من صلاة، وعبادة، وذكر، وعطاء، والإحساس بقيمة الفرد في المجتمع.

وعدد ساعات النوم المثالية يختلف من شخص إلى آخر، فالبعض يستعيد نشاطه بعد تسع ساعات من النوم، في حين يكتفي آخرون بخمس ساعات.

وبحسب الإحصائيات، فإن عدد ساعات النوم المثالية هو سبع ساعات، وفي جميع الحالات فإن نوعية النوم أهم من مدته، وعلى ذلك فإن ست ساعات من النوم كفيلة بالراحة وإعادة التوازن لجسم الإنسان.

ومن المعلوم أن جسم الإنسان يفرز مواد مسكنة قوية أثناء النوم تسمى (إندورفين) تشبه إلى حد كبير المورفين، وتساعد على راحة الجسم بعد يوم طويل من التعب والإرهاق، وبالتالي فإن الساعات الخمس الأولى من النوم هي الأكثر أهمية، إذ تكون مرحلة النوم العميق طويلة، حيث تتوقف جميع وظائف الجسم عن عملها، مما يساعد الدماغ والجسم على الاسترخاء، ولكن لا يعني بالضرورة أن كل إنسان يحتاج ذلك العدد من الساعات، فنوم الإنسان يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدى البعض إلى أكثر من 10 ساعات لدى البعض الآخر.

أما قلة الحركة، فهي تحرم الإنسان من فوائد كثيرة، وتساعد قلة الحركة على تراكم الدهون الثلاثية والكوليستيرول، وتقلل من اللياقة البدنية، ويشعر الإنسان قليل الحركة بأنه كسول وغير قادر على أداء الوظائف الحياتية، بعكس الإنسان النشط، وكلما زادت الحركة زادت قوة القلب والعضلات، وكلما ضعفت الحركة كلما أصاب الوهن والضعف جميع أعضاء الجسم، خصوصا القلب والعضلات، لذلك ننصح دائما بالمشي وممارسة الرياضة والحركة قدر المستطاع.

وبالطبع فإن الرطوبة الزائدة، أو البرد الزائد، وعدم الاستعانة بالغطاء المحكم شتاء، وبالمكيفات المعتدلة صيفا، له تأثير في عدم تهيئة الجسم إلى الدخول في النوم العميق والنوم المبكر، والاستيقاظ مع صلاة الفجر يجلب العافية والرزق، ويساعد على الاستيعاب، حيث يكون الذهن والتركيز في أفضل الأحوال، وفي حالة زيادة الأرق والقلق والتوتر فلا مانع من زيارة طبيب نفسي، لأن مرض القلق Anexity له دور بارز في اضطراب النوم.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً