الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإصابة أسفل الرأس تسبب إرهاقا ذهنيا مزمنا؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب في العشرين من عمري, منذ حوالي أربع سنوات تعرضت لإصابة قوية في مؤخرة الرقبة, أسفل الرأس تماما, ولم أشعر وقتها بأي أعراض, ما عدا بعض الألم الذي زال بعد عدة دقائق, وبعد ذلك بشهر تقريبا بدأت تظهر عندي أعراض غريبة.

أصبحت أشعر بإنهاك ذهني شديد في أي وقت, وكأنني على وشك فقدان الوعي, فمن لحظة الاستيقاظ حتى النوم, وأنا أشعر بتعب وإرهاق ذهني, يكون معه الحديث والظهور بشكل طبيعي أمام الناس أمرا مرهقا.

وبالطبع أثر هذا الأمر على دراستي كثيرا, وعلى حياتي بشكل عام, كما أن حالتي ساءت بمرور الوقت, وأصبحت أشعر أني تائه دائما, ومرهق جدا, ولا أستطيع فعل أي شيء, مع ملاحظة أن أعراض التعب والإرهاق كانت تظهر عندي بشكل بسيط من بعد البلوغ, ولكنها لم تكن بصورة دائمة كما هي الآن, ولكن في أوقات بسيطة, وقد قمت بعمل الكثير من التحليلات, وكانت سليمة, كما أنني خضعت للعلاج النفسي, ولم تتحسن حالتي.

سؤالي: هل يمكن للإصابة المذكورة أن تسبب هذه الأعراض الدائمة؟

أرجو منكم ذكر الأمراض, أو الحالات التي قد تسبب عندي هذه الأعراض, والتحليلات اللازم عملها بخصوص هذا الشأن؛ لأنني أعاني معاناة كبيرة, لا يعلم مداها إلا الله.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: إذا كانت الإصابة إصابة دماغية مباشرة على الرأس, وفقد الإنسان الوعي لفترة طويلة ربما تترك آثارًا سلبية، وهذا يتفاوت من إنسان لآخر، لكن الإصابة التي ذكرتها لا أرى أنها حقيقة قد كان لها تأثير سلبي على خلايا الدماغ، فلا أرى ربطًا أبدًا ما بين ما تعاني منه وهذه الإصابة، لكن لا مانع قطعًا من أن تُجري بعض الفحوصات الطبية الأخرى كعمل صورة مقطعية للدماغ، وصورة للرنين المغناطيسي (مثلاً) للتأكد من وضعية فقرات الرقبة، إن كان ذلك ممكنًا.

أعراضك كلها تتمثل في الشعور بالإجهاد الجسدي والإجهاد النفسي وشيء من فقدان الدافعية، وهذه يعتبرها البعض نوع من الاكتئاب البسيط، وهذه الحالات أيضًا قد تنشأ من عجز الغدة الدرقية في بعض الأحيان، وبعض الناس قد يتطبعون على نمط حياتي معين، يدفعهم نحو التكاسل والشعور بالإجهاد، خاصة الذين لا ينظمون نومهم.

فيا أخِي الكريم: الذي أراه هو أولاً أن تنظم وقتك بصورة دقيقة، تنظيم الوقت يجعل حتى كيمياء الدماغ تنتظم، ويجعل الجسم في حالة تواؤم وتطبع إيجابي، هذا مُثبت -أيها الفاضل الكريم-، وأكثر ما أنصحك به هو النوم الليلي المبكر، وتجنب النوم النهاري، وممارسة الرياضة، هذه مهمة جدًّا.

النقطة الثانية هي: ألا تحكم على نفسك من خلال أفكارك أو مشاعرك السلبية، إنما احكم على نفسك من خلال أفعالك وأدائك، وهذا يعني مهما كانت المشاعر أو الأفكار سلبية يجب أن تكون عندك الدافعية من أجل الإنجاز، وأن تسعى لتحقيق أهدافك التي تصبو إليها، وبما أنك في المرحلة الطلابية يجب أن تأخذ الأكاديميات منك أهمية خاصة.

أيها الفاضل الكريم: أيضًا الرفقة الطيبة الحسنة، الأصدقاء من الصالحين، من النشطاء، من القرَّاء، من المفكّرين، من أهل الطموح الإيجابي، هذا قطعًا يُحسِّن الدافعية لدى الإنسان.

وهنالك شيء أخير في حالتك: البعض يرى أن عقار يعرف تجاريًا باسم (بروزاك) ويعرف علميًا باسم (فلوكستين) كثيرًا ما يُجدد الطاقات الجسدية والنفسية لدى الناس.

أنت ذكرت أنك تناولت أدوية نفسية كثيرة –أو علاج نفسي سابق– لكن حالتك لم تتحسن؛ أنا أرى أن تعطي نفسك فرصة على الفلوكستين/ البروزاك بجرعة كبسولة واحدة لمدة عام، والبروزاك في مصر يوجد منتج محلي جيد اسمه (فلوزاك) فلا مانع من أن تتناوله، وإن أردت أن تستشير طبيبك فهذا أيضًا أمر جيد.

أنت ذكرت أن التحاليل كلها قد أجريتها، وأنا نصحتك بمجرد عمل صورة للرقبة والرأس من أجل الاطمئنان، وأيضًا التأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (د) مهم؛ لأن كثيرًا من الذين يعانون من نقص في هذا الفيتامين ربما يكون حالتهم النفسية والجسدية تميل إلى الشعور السريع بالإنهاك وضعف الجلد والجهد.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً