الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل للسكري علاقة بقصر قامتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأشرح لك مشكلتي الغريبة، فلا أعلم إن كان لها علاقة بمرضي أم لا.

أنا شاب مصاب بمرض السكر منذ أن كان عمري 10 سنين، وكان طولي ذلك الوقت 154 سم، كنت أفوق أقراني طولًا، وحتى من هم أكبر مني سناً، والآن وصلت لسن 21 سنة، والغريب في الأمر أني لم أستمر طويلاً كما كنت في صغري، فطولي الآن 168 سم فقط! وهذا يعتبر قليلًا جداً وغير طبيعي، وغير متوقع أن أصل لهذا الطول مقارنة بطولي في السنوات الماضية.

مع العلم أن طولي متوقف منذ أن كان عمري 15 سنة، وأنا لم أزد أي زيادة، فطولي ثبت منذ هذا السن، فهل قلة زيادة طولي لها علاقة بمرض السكر، أو بمعنى أصح عدم تنظيمه؟ فأنا لم يزدْ طولي بين سن 12 إلى 15 إلا 8 سم فقط، ثم توقف طولي، فكان طولي بعمر 12هو 160 سم، أي زاد 6 سم خلال سنتين بعد إصابتي بالسكري، وهذه كانت بداية مرحلة البلوغ وطفرته لدي، المفترض أن تكون زيادة الطول أكثر من ذلك.

هل هذا يرجع إلى عدم تنظيم السكر منذ الصغر، فأدى لقلة اكتساب طولي؟ لأني منذ أصبت بالسكر وهو لا ينتظم، ويصل إلى (500 و 600)، وقد يستمر أيامًا على هذا المعدل المرتفع، مع أني أستخدم (الأنسولين) بانتظام، وأتبع حمية غذائية منذ صغري، لكن سبب ارتفاع السكر لديّ كان بسبب قلة جرعات (الأنسولين) التي كنت أستخدمها؛ بسبب الظروف المادية التي كنا نمر بها في ذلك الوقت، وبُعد قريتي عن المدينة، فلا يوجد عيادات توفر (الأنسولين) في القرية التي أسكن بها.

أتساءل الآن: هل عدم ضبطي للسكر منذ الصغر أدى إلى عدم وصولي للطول المناسب؟ وكم هو الطول المتوقع والمفترض أن أصل إليه الآن؟ وهل زيادة طولي من سن 10 إلى الآن يعتبر قليلًا نسبيًا؟ مع العلم أن البلوغ حصل مبكرًا في سن 12 سنة تقريباً، فهل يمكن أن يكون هذا سببا آخر لقلة الزيادة في طولي وتوقفه في سن 15؟ وجميع أقراني ممن كانوا أقصر مني من أبناء العائلة وغيرهم أصبحوا أطول مني بكثير، وأفيدكم أني لا أعاني من الغدة الدرقية، أو أي أمراض أخرى مرتبطة بالسكر.

أتمنى تفسير مشكلتي، وإعطائي الإجابة الكافية، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طولك 168 سم، يعتبر طولًا متوسطًا، ليس بالطويل ولا بالقصير، وأسباب قصر القامة تُقَسّم إلى مجموعتين من الأسباب:

1- أسباب غير مرضية، مثل:
- قصر القامة العائلي: وله علاقة بالوراثة، ويكون الطفل قصيرًا؛ لأن أبويه قصيران، ويعتبر العامل الجيني من أهم العوامل المحدِّدة لطول القامة.
- تأخر البلوغ والنمو: وفي هذه الحالة يحدث تأخُر في ظهور علامات البلوغ والقامة، ولكن يصل الفرد للطول المناسب، وربما يتأخر في ذلك عن زملائه، وعادة هذه الحالة لا تحتاج لأي علاج.

2- الأسباب مرضية، مثل:
- أمراض سوء الامتصاص.
- الأمراض المزمنة: كالسكري وأمراض الكبد، وأمراض الكلية وأمراض القلب.
- أمراض الغدد الصماء، مثل: نقص نشاط الغدة الدرقية، نقص إفراز هرمون النمو، الداء السكري، داء أو متلازمة (كوشينج).

تشخيص الحالة: يتم بالمتابعة مع الطبيب المختص، وإجراء تحاليل روتينية لوظائف الكبد والكلية وسكر الدم، وقياس هرمون النمو، والهرمونات الجنسية، مع إجراء أشعة لتحديد عمر العظم، ويكون العلاج حسب الحالة المسبّبة.

بالنسبة لحالتك، يمكن أن يكون السبب عائليًّا، أي أن متوسط الطول في العائلة ما بين 165 إلى 175، وطولك ضمن هذا المجال، وأن البلوغ المبكر -كما ذكرت- يمكن أن يكون أحد أسباب توقف الزيادة في الطول بسن مبكّر، وأيضًا يمكن أن يكون السبب هو الإصابة بالداء السكري، وعدم الضبط الجيد لسكر الدم.

على كل الأحوال فنحن نرضى بما قسمه الله لنا في كل شيء، ونحتسب عنده الأجر والثواب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً