الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا مرتبط بالله وألتزم بالصلاة ولكني أقلق من أتفه الأمور.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من قلق شديد، حتى إن ذلك أثر سلبياً على حالتي النفسية، فأصبحت أتوتر بسرعة وأتعصب بشدة، وأنزعج من أتفه الأمور، فمثلاً إذا انطفأ جوالي من الكهرباء ينتابني شعور ماذا لو حصل لزوجتي، أو أمي، أو أي من إخواني مكروه واتصلوا بي، وتلفوني مغلق، ماذا سيحصل؟ فأقلق إلى أن أصل إلى البيت، مع أنهم -والحمد لله- في أحسن حال، والله معهم، ولكن أكون قلقاً جداً.

مثلاً إذا كان أولاد أختي عندنا، وكانوا يلعبون أمامي، فأكون قلقاً من أن يغلق أحدهم الباب على أصابع أخيه، أو أن يسقط أخاه، أو أو أو... فأقلق، حتى إذا كنت على وجبة لا أهنأ بها من القلق والتوتر!! وإذا كنت متذكراً وفي أشد التركيز، وطرأت لي حاجة يجب أن أفعلها حتى لو لم تكن مهمة فأصاب بالقلق والتوتر حتى إن قدمي تؤلماني حتى أقوم إلى حاجتي، مع إني -والحمد لله- ملتزم بالصلوات، وتلاوة القرآن، وأدرس في جامعة دينية، وأكثر من الدعاء، ومرتبط بالله، وأطالع أكثر كتب التنمية البشرية للفقي وعكاشة وغيرهم.

أحاول أن أتناسى القلق، وأن أهرب منه، لكن دون فائدة، لدي مشاكل عائلية بسيطة، ليس لدي مشاكل مع المجتمع، أنا خجول نوعاً ما، وقد كتبت لك الذي ظننت أنه سيفيدك في الإلمام بالمشكلة.

ولك جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يحيى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك عدة أنواع من القلق، أهمها أن القلق قد يكون مكوناً أساسياً لشخصية الإنسان، أو ربما يكون القلق قلقاً ظرفياً بمعنى أن بعض الناس لديهم استعداد شديد للتفاعل القلقي تحت ظروف معينة، وأعتقد أنك من النوع الأول أي أن النواة القلقية لديك -أصلاً- قوية بعض الشيء، وهذا يجعلك تستبق الأمور وتضخمها، ويأتيك ما نسميه بالقلق الافتراضي أو الاستباقي، وهذا -بالفعل- مزعج لكن ليس خطيراً.

أخي: أود أن ألفت نظرك إلى شيء مهم جداً، وهو أن هذا القلق قد أفادك في أشياء كثيرة، إذاً للقلق فوائد أنا متأكد أنك رجل منضبط، رجل حريص على صلاتك، واهتمامك بأسرتك، ولا تفرط أبداً في واجباتك الاجتماعية، هذا هو الذي أتصوره وهذا -يا أخي- أتاك من القلق، إذاً هنالك فوائد لهذا القلق، لكن في ذات الوقت أتفق معك أنه قد سبب لك ضغوطات، وجعلك دائماً تكون متحفزاً، وهذا -قطعاً- وضع قد يكون مزعجاً، فيا أخي الكريم أنت -الحمد لله تعالى- لديك اطلاعات في علوم السلوك والتنمية البشرية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما اطلعت عليه.

من جانبي أنا أقول لك دائماً: فكر في القلق إيجابياً دائماً، سخره للمزيد من الإنجاز، وحاول أن تحسن إدارة وقتك، لأن القلق زائد إحسان إدارة الوقت يعني إدارة الحياة بصورة ممتازة، الإنسان الذي لا يقلق لا ينجح -أخي الكريم- فوظف قلقك إيجابياً، والشيء الثاني، حاول أن تنام مبكراً، قلل تناول الشاي والقهوة؛ لأنها استشعارية جداً، وقد تقوي من النواة القلقية لدى الإنسان القلق، الرياضة، تمارين الاسترخاء، هذا كله يفيدك كثيراً.

أريدك -أخي الكريم- أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف عقار (سيرترالين)، والذي يعرف باسم (لسترال)، وكذلك يسمى (زولفت) سيكون مفيداً جداً لك، وهو سليم -إن شاء الله تعالى- والجرعة التي تحتاجها صغيرة، وليس له آثار جانبية، أساسية فقط في بعض الأحيان، ربما يؤخر القذف المنوي قليلاً عند المعاشرة الزوجية، لكنه لا يؤثر على الإنجاب أو هرمون الذكورة.

هذا الدواء مفيد جداً بالنسبة للذين يعانون من سرعة القذف -أخي الفاضل- جرعة (السيرترالين) التي تحتاج لها هي نصف حبة فقط أي 25 مليجراماً تبدأ بها تتناولها لمدة 10 أيام، ثم بعد ذلك تجعلها حبة كاملة أي 50 مليجراماً تناولها ليلاً بعد الأكل، استمر عليها لمدة 6 أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، إذاً -أخي الكريم- حالتك ليست صعبة أبداً، اتبع ما ذكرته لك من إرشاد، وأشكرك مرةً أخرى -أخي الكريم- على ثقتك في موقعك إسلام ويب للاستشارات وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً