الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكر في الأحداث قبل وقوعها بسبب القلق والتردد.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أتردد وأقلق كثيرًا، وأفكر في الأحداث قبل وقتها، وكيف ستكون وما إلى ذلك، وعند مواجهة جمهور، أو حدث متوقع أو غير متوقع أشعر بتوتر وألم في البطن لفترة ويزول بزوال الموقف.

مع العلم أني أعاني من مشاكل صحية في البطن، وأحيانًا أصاب بتأتأة مع التوتر، كيف يمكنني علاج هذه المشكلة؟ فهي تعيقني عن أشياء كثيرة أتمنى تحقيقها، وتجعلني أخاف من المضي قدماً نحو أي شيء جديد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dode حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا والتواصل معنا.

إن ما وصفت في سؤالك حالة نفسية معروفة جدًا نسميها عادة "الرهاب الاجتماعي" وهي حالة قد تبدأ فجأة، وأحيانًا من دون مقدمات، أو مؤشرات، حيث يشعر الشخص بالحرج والارتباك في بعض الأوساط الاجتماعية ومواجهة الجمهور، وفي بعض المناسبات كالحديث مع الآخرين، وقد يشعر الشخص باحمرار الوجه، وتسرع ضربات القلب، بينما نجد هذا الشخص نفسه يتكلم بشكل طبيعي ومريح عندما يكون في صحبة شخصين، أو ثلاثة فقط، أو على انفراد.

قد يترافق هذا الخوف أو الارتباك مع بعض الأعراض العضوية كالتعرق والإحساس، وكأنه سيغمى عليه، أو أن الناس ينظرون إليه، وقد يحاول الشخص الإسراع بالخروج من المكان الذي هو فيه من أجل أن يتنفس؛ لأنه قد يشعر بضيق التنفس، وكأنه سيختنق، ومجموعة هذه الأعراض قد نسميها نوبة الذعر أو الهلع.

قد يوجد الرهاب الاجتماعي مع أو من دون نوبات الهلع.

في معظم الحالات، ينمو الشخص ويتجاوز هذه الحالة، وخاصة عندما يتفهم طبيعة هذه الحالة، وبحيث لا يعود في حيرة من أمره، وهو لا يدري ما يجري معه. فهذا الفهم والإدراك لما يجري، وأنه حالة من الرهاب الاجتماعي، ربما هي الخطوة الأولى في العلاج والشفاء.

قد يفيدك التفكير الإيجابي بالصفات والإمكانات الحسنة الموجودة عندك، كذلك أن تحاول ألا تتجنب الأماكن الخاصة التي تشعر فيها بهذا الارتباك كالحديث مع الناس؛ لأن هذا التجنب قد يزيد الأعراض ولا ينقصها، والنصيحة الأفضل أن تقتحم مثل هذه التجمعات المجتمعية، ورويدًا رويدًا ستلاحظ أنك بدأت بالتأقلم والتكيّف مع هذه الظروف.

إذا استمرت الحالة أكثر، ولم تستطع السيطرة عليها، فيمكنك مراجعة الطبيب النفسي الذي يمكن بالإضافة للعلاج المعرفي السلوكي، والذي يقوم على ما سبق ذكره، يمكن أن يصف لك أحد الأدوية التي يمكن أن تخفف وتعين، وإن كان العلاج الأساسي يقوم على العلاج السلوكي المعرفي.

إن كنت أشعر بأنك ستقوم بتجاوز هذا من نفسك، وأدعو الله تعالى لك بالتعافي من هذا.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً